نوع المقالة : Research Paper

المؤلفون

1 قسم التاریخ/ کلیة الآداب/ جامعة الموصل

2 قسم التاریخ/ کلیة التربیة للعلوم الإنسانیة/ جامعة الموصل

الملخص

یعد العامل الدینی، أو الدین من بین العوامل الأکثر استعمالاً من قبل القوى الکبرى، وعلى رأسها الولایات المتحدة الأمریکیة، لتنفیذ سیاساتها الخارجیة باستعمال خطاب دینی وطرح نظریات عدة کنظریة (صدام الحضارات) لصموئیل هنتنغتون Somali Hint ghetto ، مما یسمح لها فی الکثیر من الأحیان بالابتعاد عن الشرعیة الدولیة، وخاصة بما یسمى بالحرب على الإرهاب.
 أدى (المتدینون) فی أمریکا دوراً کبیراً ومؤثراً فی تبریر السیاسة الخارجیة للولایات المتحدة الأمریکیة خاصة فیما یتعلق بالحرب على العراق، وتوضیح مرجعیتهما العقائدیة والکنسیة، ولعل ذلک یتضح جلیاً من خلال تحلیل مقولات ومواقف وخطابات بعض قادة رجال الدین فی الولایات المتحدة الأمریکیة، الذین کانوا مقربین بقوة من مؤسسة الرئاسة فی أثناء الحشد لحروبها الخارجیة على العالم الإسلامی، وخاصة الحرب على العراق.

الجديد في البحث

1- عرفت الولایات المتحدة الأمریکیة فی الربع الأخیر من القرن العشرین مجموعة من التیارات والقوى أبرزها تیار المحافظین الجدد استطاعت التحکم بالسیاسة الخارجیة الأمریکیة .

2-  ارتکزت المؤسسة السیاسیة الأمریکیة فی عملها السیاسی على دعامة قویة توزعت على مجموعة من الشخصیات کتاب محترفین ومفکرین استراتیجیین ومحاربین قدامى، فضلاً عن جمهور من المثقفین الأکثر تطرفاً فی طروحاتهم الفکریة والثقافیة .

الكلمات الرئيسة

أثر العامل الدینی فی سیاسة المحافظین الجدد فی الولایات المتحدة الأمریکیة(2001 ـ 2003) والحرب الامریکیة على العراق

 

أ.م.د.ایاد علی یاسین الهاشمی

قسم التاریخ/ کلیة الآداب

جامعة الموصل

driyadalhashemi@gmail.com

 

 

 

ا.م.د. مجول محمد محمود

قسم التاریخ/ کلیة التربیة للعلوم الإنسانیة

جامعة الموصل

 

 

                  

 

 

 

 

 

 
   

 

 

 

 

مستخلص البحث

یعد العامل الدینی، أو الدین من بین العوامل الأکثر استعمالاً من قبل القوى الکبرى، وعلى رأسها الولایات المتحدة الأمریکیة، لتنفیذ سیاساتها الخارجیة باستعمال خطاب دینی وطرح نظریات عدة کنظریة (صدام الحضارات) لصموئیل هنتنغتون Somali Hint ghetto ، مما یسمح لها فی الکثیر من الأحیان بالابتعاد عن الشرعیة الدولیة، وخاصة بما یسمى بالحرب على الإرهاب.

 أدى (المتدینون) فی أمریکا دوراً کبیراً ومؤثراً فی تبریر السیاسة الخارجیة للولایات المتحدة الأمریکیة خاصة فیما یتعلق بالحرب على العراق، وتوضیح مرجعیتهما العقائدیة والکنسیة، ولعل ذلک یتضح جلیاً من خلال تحلیل مقولات ومواقف وخطابات بعض قادة رجال الدین فی الولایات المتحدة الأمریکیة، الذین کانوا مقربین بقوة من مؤسسة الرئاسة فی أثناء الحشد لحروبها الخارجیة على العالم الإسلامی، وخاصة الحرب على العراق.

الکلمات المفتاحیة: حرب العراق، العامل الدینی، الاسلام والارهاب، المحافظون الجدد

 

 

 

The influence of the religious factor in the policy of the neoconservatives in the U.S.A and the U.S.A war 0n Iraq

(2001-2003)

 

 

 

 

 

 

Abstract

 The religious factor or religion is considered one of the most factors used by the super powers and on the top of them the United States which implementing its foreign policy by using religious discourse and developing many theories such as (the clash of civilizations) by Samuel P. Huntington which allows USA to go far away from international legality specially what is known the war against terrorism. the religious men in America did a major and effective role to justify the American foreign policy specially the matters concerning the war against Iraq and Afghanistan and explaining its belief and its church recourses perhaps that became clear through analyzing the speech attitude of clerks (religious men) in the USA who were very close related to presidency institute through concentration on the war against Islamic world, especially the war on Iraq .

Keywords: Iraq war, religious factor, Islam and Terrorism, neoconservatives 

 

 

 

 

المقدمة

    یمثل الدین عنصرا أساسیا وعاملا مؤثرا فی الکثیر من الدول الکبرى وعلى رأسهم الولایات المتحدة الأمریکیة ، فبالرغم من أن الدستور الأمریکی نص على الفصل التام بین الدین والدولة إلا أن الدین له دور أساسی فی صنع القرار السیاسی الأمریکی، فقد استخدمت الإدارات الأمریکیة الأخیرة الحس الدینی ومصطلحاته لتحقیق أهدافها خاصة فیما یخص الشرق الأوسط، ویبدو أن الترابط بین الدین وآلیاته الخارجیة قاصر على الشعارات والعبارات الدینیة ، "محور الشر والحرب المقدسة" . 

    وقد ترسخ دور الدین فی السیاسة الخارجیة الأمریکیة أکثر مع ظهور الیمین الجدید (المحافظون الجدد ) الذین حاولوا جعل الولایات المتحدة الأمریکیة فی المرکز الأول عالمیا دون الاهتمام بالوسائل ، فالمهم هو تحقیق الغایة . ولا ننسى جماعة الضغط والمصالح (اللوبی الصهیونی) الذی کان له دور فی انخراط الدین فی السیاسة الأمریکیة وفی صناعة القرار ، والتأثیر على المسار السیاسی فی الولایات المتحدة الأمریکیة ، فکان هؤلاء جمیعاً یحملون الشعارات والأفکار الدینیة التی عززت غزو العراق. فضلاً عن الرئیس بوش الابن الذی یعد زعیم ما یسمى بالمحافظین الجدد، وهو عنصر ومؤسس للحروب تجاه العالم الإسلامی ، بل یمکن القول إنه المتسبب الرئیس فی الحرب على العراق ، نظراً لما یحمله من أفکار متطرفة سیاسیة وعسکریة.

    جاءت أهمیة هذه الدراسة، لتوضح وتلقی الضوء على ما هیة هذه الفئة المتطرفة المسماة بالمحافظین الجدد، والتی نجحت بدورها الکبیر فی التشجیع على غزو العراق واحتلاله بشتى الطرق والاسالیب وأن کان ذلک عسکریاً بدوافع عده ومنها العامل الدینی الذی کان أحد أسباب اختیارنا للموضوع .

     یهدف البحث الى تسلیط الضوء على أهم معالم السیاسة الخارجیة الأمریکیة بزعامة المحافظین الجدد قبل وأثناء الحرب على العراق. وقسمت هذه الدراسة إلى ثلاثة محاور.  المحور الأول : المحافظون الـجدد والمنطلقات الفکریة لهم : أذ تناولنا فیه المحافظون الجدد اصطلاحا حیث جاءت التسمیة بالبروز فی الأدب السیاسی والخطاب الإعلامی الأمریکی والعالمی فی هذه المرحلة التاریخیة . فضلاً عن نشأة المحافظین الجدد ، الذی عد کتیار أو مدرسة فکریة فی السیاسة الأمریکیة  والتی ترسم الإطار الفکری لمن هو فی السلطة الأمریکیة . وکذلک عن المنطلقات الفکریة للمحافظین الجدد ، التی جاءت  على ید المفکر الیهودی الألمانی لیوشتراوس Leo Strauss    وکان هؤلاء المحافظون جعلوا من أفکار فیلسوفهم الیهودی قواعد تبنى علیها المفاهیم السیاسیة . کما کانوا یؤمنون بـ "القوة العسکریة" کأداة أساسیة لمواجهة التحدیات والنزاع فی العالم. والعلاقات الدولیة. أما المحور الثانی فقد جاء بعنوان : المحافظون الجدد والإسلام بعد أحداث 11 أیلول 2001.  إن وقوع أحداث 11 سبتمبر/ أیلول، مثلت فرصة ذهبیة لتطبیق أفکار المحافظین الجدد الداعیة إلى استخدام کل عناصر القوة المتاحة لفرض الهیمنة الأمریکیة على العالم عامة والإسلام خاصةً ، وساهمت تلک الأحداث فی إضفاء نوع من المشروعیة على عملیة الاستفراد بالسیاسة العالمیة من قبل الولایات المتحدة الأمریکیة . من خلال الحجج التی اسمتها " الحرب على الإرهاب " وانسیاق العالم وراء هذه المفاهیم الأمریکیة . والتی کانت کفیلة بالتدخل وضرب الدول الإسلامیة . مشیرًا إلى أن حالة الضعف والترهل، التی تعانی منها المنطقة العربیة والإسلامیة، هی التی شجعت الإدارة الأمریکیة على اتخاذها مسرحًا للحرب ضد ما أسموه الإرهاب، ونقطة انطلاق لتطبیق المشروع الإمبراطوری الأمریکی.

    فی حین ناقش المحور الثالث والأخیر : العامل الدینی فی الحرب على العراق. تبلورت وجهة نظر الولایات المتحدة الأمریکیة إلى الإسلام على أنه عدو لا بدَّ من مواجهته بکل الوسائل، وأنه العدو الأکثر خطرًا بعد الحرب الباردة. فقد سعت الإدارة الأمریکیة من خلال استغلال هذه الأحداث بعد الحادی عشر من أیلول إلى تکریس مبدأ التدخل فی الشؤون الداخلیة للدول، والاعتداء على سیادتها الوطنیة، الأمر الذی جعل العالم أقل أمنًا واستقرارًا. وهکذا تبنى المحافظون الجدد العقیدة الدینیة المتطرفة التی یتبناها الأصولیون المسیحیون، واتفق الطرفان على خوض الحرب على العراق تحت شعار محاربة الشر. وأصبح المحافظون الجدد یؤمنون بالأفکار الدینیة المتشددة التی تستند على مبادئ بعیدة کل البعد عن الحقیقة الدینیة السماویة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المحور الأول ـ المحافظون الـجدد والمنطلقات الفکریة لهم :

أ ـ المحافظون الـجدد (اصطلاحاً) :

      المحافظون الجدد "New conservatives"، مصطلح مکون من مجموعة سیاسیة أمریکیة، تمیل إلى الیمین المسیحی المتطرف، آمنت بقوة أمریکا وهیمنتها على العالم. وهم لیسوا ساسة فقط بل کتاباً نافذین، ومفکرین استراتیجیین، ومحاربین قدامى، وجمهرة من المثقفین أکثر تطرفاً من کل ألوان الطیف الفکری والثقافی الأمریکی الحالی ([1]).

     أخذت تسمیة المحافظون الجدد بالبروز فی الأدب السیاسی والخطاب الإعلامی الأمریکی والعالمی فی هذه المرحلة التاریخیة، لتشیر إلى تلک المجموعة الفاعلة الیوم فی سیاسة الولایات المتحدة الأمریکیة، الدولة الأکثر تأثیراً فی العالم، خاصة وان الکثیر من المنتمیین إلى هذه المدرسة هم الیوم فی موقع صنع القرار، مما یجعل لأفکارهم تلک تأثیراً واضحاً فی السیاسة الأمریکیة ([2]). وعرف عنهم أیضاً جماعة ذات میول صهیونیة مغلفة بعداء شدید للعرب والمسلمین، حددت مسار السیاسة الخارجیة الأمریکیة فی عهد جورج بوش George W. Bush ([3])، وعملوا على بلورة سیاسة تجیز استعمال قوة أمریکا العسکریة للوصول إلى أهدافها، دون النظر إلى أیة اعتراضات. إذ یعتقد المحافظون الجدد أنهم یملکون الحقیقة وحدهم، وأن قوة الأسلحة التی یملکون تفرض نفوذها على الجمیع.

    ویصنف تیار المحافظین الجدد بأنه لصیق الصلة بـ (إسرائیل)، وحلیف متعصب لها، إذ أن أکثر قادة ومنظری " الجدد " من المثقفین الیهود. ویعرف بعض المختصین هذا التیار بأنه نتیجة صراع نشب بین الیهود اللیبرالیین والیهود المحافظین حول السیطرة على وجهة یهود الولایات المتحدة الأمریکیة الأیدیولوجیة.

    والمحافظون الجدد لیسوا جدداً إلاّ فی إعادة ممارسة دورهم وتوجهاتهم، لأن الفکر المحافظ هو لب القیم الأمریکیة منذ تأسست الولایات المتحدة الأمریکیة، وقد عادت هذه الخلایا النائمة إلى الظهور المتطرف من جدید بفضل النهج السیاسی الذی اعتمده جورج بوش الابن ([4]).

ب ـ نشأة المحافظین الجدد :

      إن المحافظین الجدد، کتیار أو مدرسة فکریة فی السیاسة الأمریکیة لهم جذور فکریة وفلسفیة تؤطر حرکتهم، وترسم الإطار الفکری لمن هو فی السلطة فی الولایات المتحدة الأمریکیة([5]). وقد استعمل مصطلح "الفکر المحافظ" للتعبیر عن أیدیولوجیة سیاسیة ممیزة فی أوائل القرن التاسع عشر المیلادی، وقد ظهرت هذه الفکرة نتیجة للتغیر السریع فی الاقتصاد والسیاسة الذی تزامن مع الثورة الفرنسیة عام 1789، والتی أثارت ردود أفعال لدى العدید من القوى الفکریة والاجتماعیة التی وجدت فی هذا التحول السریع تهدیداً للاستقرار السیاسی والنظام الثقافی الأوروبی ولعل کتاب المفکر البریطانی " أدموند بیرک " Edmond Berk " تأملات فی النظام القدیم"، الصادر فی القرن الثامن عشر، هو مرجع للکثیر من أفکار تیار المحافظة ؛ والمحافظة الیوم هی مدرسة فکریة ذات أطیاف فی السیاسة الأمریکیة بعضها معتدل، وأخر متطرف، والمحافظون الجدد یقفون فی أقصى یمین هذه الحرکة. ومصطلح المحافظین الجدد یشیر إلى حرکة سیاسیة وأیدیولوجیة وأهداف سیاسیة عامة لتیار فکری وسیاسی فاعل فی الولایات المتحدة الأمریکیة ([6]).

     أما أول من استعمل مصطلح المحافظین الجدد، فهو" ایرفینغ کریستوفر"Irving Christopher أذ استعمل تشبیهاً مجازیاً حینما عرف المحافظ بـ " اللیبرالی الذی وقع ضحیة الواقع " فتقدم بشکوى إلى البولیس، فی حین اللیبرالی هو الذی وقع ضحیة اعتداء ورفض أن یتقدم بشکوى إلى الشرطة ([7]) وکریستوفر یعد الأب المؤسس لهذا التیار فی الولایات المتحدة الأمریکیة، أذ نشر مقالة بعنوان " المحافظون الجدد: قصة الأفکار"، استعمل فیها هذا المصطلح لتمییز أرائه عن أراء المحافظین التقلیدیین ولکریستوفر کذلک کتاب بعنوان " انعکاسات المحافظین الجدد " ألفه فی عام 1983 تناول فیه أراء وأفکار المحافظین الجدد وانعکاساتها فی السیاسة الأمریکیة ([8]).

      والمحافظون الجدد الیوم هم الصورة الأخرى للمحافظین التقلیدیین فی الولایات المتحدة الأمریکیة، فإذا کان تیار التقلیدیین قد ظهر منذ زمن فـــی الولایات المتحدة ورسم الکثیر من السیاسات فی الولایات المتحدة الأمریکیة وکان یطلق علیه " تیار ولسن " نسبة إلى الرئیس الأمریکی الأسبق وودرو ویلسون Woodrow Wilson (1913-1921)([9]) الذی یؤمن بأن " القیم الدیمقراطیة " تحتاج إلى قوة قادرة على فرضها ونشرها، والضرب بقوة على ید من یقف ضدها فی أی مکان من العالم، باعتبار أن أمریکا لا یمکن لها أن تعیش آمنة ودیمقراطیة ومتمتعة بالرخاء الاقتصادی ([10])، إلا أذا کان العالم آمناً ودیمقراطیاً، فان هذا التیار تعزز بقوة فی عهد الرئیس الجمهوری الأسبق " رونالد ریغان Ronald Reagan "([11])، وقد برزت فی عهده ملامح توجهات المحافظة الجدیدة، مثل تفضیل اللجوء إلى القوة، والمثابرة على ذلک لتحقیق الأهداف الکبرى، عقائدیة کانت أو سیاسیة أو اقتصادیة، وقد ترجم ذلک بالفعل فی سلوکه متخذاً منـحى استراتیجیاً متصلباً تجاه الاتحاد السوفیتی السابق (1922-1991)، من خلال ما عرف ببرنامج " حرب النجوم " ([12]) الذی اجبر الاتحاد السوفیتی فی النهایة على الرضوخ والتسلیم بالهزیمة أمام الولایات المتحدة الأمریکیة، وانتهت بذلک الحرب الباردة نهایة نصر بلا حرب ([13]).

     عُرف المحافظون مع الرئیس ریغان کمجموعة منشقة عن الحزب الدیمقراطی باسم "دیمقراطیو ریغان" Reagan's Democrats، حیث تفرقوا فی المراکز الأکادیمیة والبحثیة والإعلامیة من دون أن ینتظموا فی حزب أو یشکلوا جسماً سیاسیاً یمکن أن یشار إلى أدبه السیاسی المکتوب أو إلى عقیدته الفکریة. وکانت هذه هی المرحلة التی تبلور خلالها تیار "المحافظین الجدد"، إذ ساعدت الحرکات أو بمعنى أدق ـ التقلبات الفکریة والسیاسیة. التی مر بها المجتمع الأمریکی، على تشکیل بیئة خصبة لنمو أفکارهم وتبلور تیارهم الفکری والسیاسی([14]).

     إن الفارق الأساسی بین المحافظین الجدد والمحافظین الجمهوریین التقلیدیین یکمن فی أن المحافظین التقلیدیین یتمسکون بفکرة تقلیل الانغماس الأمریکی فی الشؤون العالمیة، والتخلی عن طموحات الهیمنة على العالم، لدرجة أن بعضهم اقترح أن تنسحب الولایات المتحدة الأمریکیة من حلف الناتو([15])، وتستعیض عنه فی حمایة أمنها بمشروع (الدرع الصاروخی، بینما یتمیز المحافظون الجدد بالنزوع إلى الانهماک فی السیاسات الخارجیة، والمیل إلى عدم الالتزام بقیود السلطة التشریعیة الممثلة بالکونغرس (النواب والشیوخ)([16]).

أن المحافظین الجدد یشکلون الیوم فی الولایات المتحدة مجموعة مؤثرة فی رسم السیاسیة الأمریکیة، مثل نائب وزیر الدفاع السابق " بول ولفویتز Paul Wolfowitz " ([17]) والذی أصبح رئیس البنک الدولی، و" دوغلاس فایث Douglas Feith" وکیل الوزارة للشؤون السیاسیة، ومن المنتمین لتیار المحافظین الجدد" جون بولتون John Bolton " الذی شغل منصب سفیر الولایات المتحدة الأمریکیة فی الأمم المتحدة، وریشیرد بیلر Bilar، و ولیم کریتسول William Kristol ([18]) ابن ایرفینغ کریستول Irving Kristol([19])، وزلمای خلیل زاد zad Khalil Zalmay الذی شغل سفیراً الولایات المتحدة فی العراق وآخرون([20]).

 ج ـ المنطلقات الفکریة للمحافظین الجدد :

     عرفت الولایات المتحدة الأمریکیة فی الربع الأخیر من القرن العشرین، مجموعة متنوعة من التیارات والقوى، بشکل لم تشهده دولة من قبل بهذه القوة والنفوذ، وکان تیار المحافظین الجدد من أبرز هذه المجموعات التی تحکمت بسیاسة الولایات المتحدة الأمریکیة خارجیاً، وما تزال، ولا سیما على صعید المنطقة والشرق الأوسط بشکل عام ([21]).

     جاءت المنطلقات الفکریة لتیار المحافظین الجدد على ید المفکر الیهودی الألمانی لیوشتراوس Leo Strauss الذی غادر ألمانیا عشیة تولی " أدولف هتلر Adolf Hitler "([22]) مقالید السلطة عام 1933، واستقر فی باریس وبریطانیا لفترة قصیرة، ثم توجه إلى الولایات المتحدة الأمریکیة عام 1938 حیث استقر بمدینة نیویورک ([23])

      یعد هذا المفکر واحدا من أهم شراح "هوبز "وأفلاطون" من وجهة النظریة السیاسیة. فکان مؤرخا لأفکار هذه النظریة . وقد خص "هوبز" بدور المرجع الأول للیبرالیة، الانغلو أمریکیة تحدیدا، وقد عمل شتراوس بعد وصوله للولایات المتحدة الأمریکیة أستاذاً للفلسفة فی جامعة شیکاغو بعد أن کان قد شهد بشکل ملموس ما أسماه انهیار الدیمقراطیة البرلمانیة الألمانیة على ید النازیین والشیوعیین فی آن معاً، ولذلک حقد على الأیدیولوجیات التوتالیتاریة حقداً شدیداً وقال إن صراعاً حتى الموت أصبح مفتوحاً بین الدیمقراطیة وهذه الأیدیولوجیات ([24])، وأسس ما عرف بـ " الشتراوسیة " اللیبرالیة التی مثلت الجذور الأولى لفکر المحافظین الجدد ([25]).

     لقد عاش هذا الفیلسوف هاجس الخطر النازی وظل یرافقه مع انتقاله إلى الولایات المتحدة الأمریکیة حیث " نصح تلامیذه بألا یکتبوا بالإنکلیزیة الواضحة، واتبع هو بنفسه هذه النصیحة، فالکتابة الملتویة الغامضة والمتناقضات طبعت أسلوبه فی التعبیر، وهکذا تداخلت الذاتیة مع الموضوعیة فی تشکیل أحد مبادئ عمل المحافظین الجدد الذین اتبعوا أسلوب العمل من وراء الکوالیس، مستشارین وأکادیمیین وإعلامیین مشکلین قوة ضغط فاعلة ([26]).

     حین کانت الحرب الباردة([27])على أشدها، کان شتراوس یدعو إلى عسکرة الدیمقراطیة. کان یقول إن الدیمقراطیة لا تکون قادرة إلا إذا کانت قوة عسکریة باطشة. وکان یدعو إلى زیادة تسلُّح الولایات المتحدة الأمریکیة وإلى رَصْدِ جمیع الإمکانات المتاحة للسلاح. فالحرب، فی رأیه، تُربَح بالردع قبل أن تبدأ العملیات العسکریة والمعارک. وکان شتراوس یقول إن على الدیمقراطیة أن تستغل کلَّ طاقاتها لتحقیق أهدافها. وقد برَّر وجود سلطویة مطلقة ودیکتاتوریة فاشیة. هکذا یلتقی الضدُّ فی مبادئه ضدَّه ([28]).

     وعلى أساس هذه الأفکار، عمل مایکل لادین Michael Ledeen، أحد (الخبراء) فی فلسفة میکافیلی السیاسیة والعامل فی مرکز American Enterprise Institut. فأصدر کتابًا عام 1972 سمَّاه " الفاشیة العالمیة "، دارسًا الفاشیة الإیطالیة. وکان یحلو له التمییز بین (الحرکة الفاشیة) و(النظام الفاشی): النظام الدیکتاتوری؛ أما الحرکة ففیها تکمن الطاقة على التغییر. أی أن الحرکة الفاشیة تلغی القدیم، تمحوه لتظهر العناصر الدینامیة الجدیدة. ومن هنا راح یدعو إلى حرکة جدیدة - فاشیة بالطبع - لا تظهر فی بلد واحد، بل فی العالم کلِّه. وعلى الولایات المتحدة الأمریکیة أن تکون العامل الذی یحرِّر دول العالم کلَّها من الأفکار القدیمة. فهذا دورها فی (الثورة) المقبلة، أو فی ما سمَّاه (التدمیر الخلاق) ([29]).

     إن هؤلاء المحافظین جعلوا من أفکار فیلسوفهم الیهودی قواعد تبنى علیها المفاهیم السیاسیة ؛ مضیفین إلیها أفکاراً أخرى من مدارس أخرى، کونت فی النهایة مذهباً فکریاً أکثر منه توجهاً سیاسیاً ([30]). وکان المحافظون الجدد یؤمنون بـ "القوة العسکریة" کأداة أساسیة لمواجهة التحدیات والنزاع فی العالم. والعلاقات الدولیة بالنسبة لهم تقوم على القوة، کما أن السلام الحقیقی إنما یأتی فقط نتیجة للانتصار فی الحرب، ولیس بالدبلوماسیة أو العدالة.

     وخلال الاعوام الأخیرة ساند المحافظون الجدد عدداً من الأفکار التی اکتسبت رواجاً واسعاً فی واشنطن، وعلى رأس هذه الأفکار "الإیمان بأن أمام أمریکا فرصة غیر مسبوقة لإعادة صیاغة النظام العالمی" نابعة من حالة الفراغ التی یعشها العالم بعد سقوط الاتحاد السوفیتی، وهو فراغ یجب أن تملأه الولایات المتحدة الأمریکیة من خلال الدور "الرسولی" الحتمی الذی یجب أن تضطلع به ([31]).  إذ یرى هؤلاء أن العالم یبحث عن قائد، وأن أمریکا هی حتماً هذا القائد، فسیطرة أمریکا وسیادتها المطلقة على العالم هی مصدر الاستقرار. لذا فهم یرون أن من الطبیعی أن یتوحد الغرب وغیره من دول العالم تحت القیادة الأمریکیة لإعادة تشکیل النظام العالمی الجدید.

     ویکن المحافظون الجدد قدراً کبیراً من الرفض لدور المنظمات الدولیة، والقانون، وجهود الحد من التسلح، وبشکل خاص یناصبون "الأمم المتحدة" العداء، حیث یرون أن القوة العسکریة یجب أن تبقى أساساً رئیسا للسیاسیة الخارجیة ([32]). ویندرج هذا الاسلوب مع النظرة الجدیدة التی برزت بعد انهیار الشیوعیة وهی ان الولایات المتحدة الامریکیة هی القوة الموجهة لإعادة تأکید الهیمنة الغربیة وهی بالطبع القوة الموجهة لإعادة تأکید هذه الهیمنة والهیمنة الجدیدة للولایات المتحدة الامریکیة فیها هی الهیمنة الحاسمة لیست هیمنة کونیة مطبوعة على حب الخیر کما توصف من بعض الکتاب بل هی مؤذیة ([33]).

    وقد آمن الجدد بأنهم قادرون على التدخل العسکری لإعادة تشکیل الدول کالعراق وأفغانستان ولبنان وإیران، وجعلها نموذجاً لقدرة الولایات المتحدة الأمریکیة على التدخل ومساعدة الأصدقاء والتغییر، ولهذا جرى الترویج لمبدأ السیادة الوطنیة المحدودة، أو حتى إلغاؤها عندما تتعارض مع المصالح الإستراتیجیة الأمریکیة. وفتح الأمریکیون الباب لحملات عسکریة تأدیبیة على دول مستقلة وأعضاء فی الأمم المتحدة، کما وصل بهم الحال إلى تهمیش دول کبرى ذات دور أساسی وفاعل فی العالم کالصین الشعبیة، وروسیا الاتحادیة.

 ومن بین ما یؤمن به المحافظون الجدد أن من واجبهم التعجیل بعودة "المسیح" إلى الأرض، لتحقیق نبوءة الکتاب المقدس "بشن الحرب على المسلمین والاستیلاء على کل الأراضی المقدسة". وهم ینظرون بعین التطرف إلی الآخر ویرونه ـ أیاً کان ـ عدواً یجب استئصاله. وحول المکونات الأساسیة لفکرهم، یقول " ستیفن هلبر Stefan Halper " و" جوناثان کلارک Jonathan Clarke " مؤلفا کتاب "المحافظون الجدد والنظام العالمی “The New-Conservatives and the Global Order: America Alone”" ــ إنها تشمل الإیمان العقدی والصراع بین "الخیر" و"الشر". إذ دعا مفکرهم لیو شتراوس ــ الذی هاجر من ألمانیا هرباً من النازیة واستقر فی الولایات المتحدة الأمریکیة ـ إلى بناء أمریکا کقوة کبرى تحارب الشر فی العالم ([34]).

     ویقول کلارک إن "حرکة المحافظین الجدد تبنت منذ صعودها على سطح الحوادث فی عهد ریغان مبدأ نابعا من النظریة اللینینیة نسبة إلى مؤسس الحرکة الشیوعیة الروسیة فلادیمیر لینین... وفی ظل وجود عدد من المحافظین الجدد فی الإعلام والتدریس الجامعی الیوم فهم یعملون على تحقیق هذه النبوءة عن درایة تامة([35]). وکان الرئیس الأمریکی، جیمی کارتر Jimmy Carter([36])، قد نبه فی کتابه: "القیم الأمریکیة المعرضة للخطر" إلى أن المحافظین الجدد ــ الذین روجوا لفکرة أنه إما أن تکون معنا أو أن تصبح ضدنا. أصبحوا بفلسفتهم الإمبریالیة یشکلون أکبر خطر على سمعة الولایات المتحدة فی العالم ([37]).

     هکذا أصبح قلب المجموعة التی تسیطر على السیاسة الخارجیة الأمریکیة مکوناً من المفکرین المتخصصین فی مجالات الدفاع، ویطلق علیهم لقب " المحافظون الجدد". وبما أن المحافظین فی الولایات المتحدة الأمریکیة هم عادة من الیمین السیاسی التقلیدی، فإن العدید من أعضاء هذه المجموعة کانوا قد بدأوا عملهم السیاسی کیساریین أو لیبرالیین معادین للستالینیة([38]) قبل انتقالهم الفکری إلى أقصى الیمبن السیاسی، ولذا أطلق علیهم لقب " الجدد"([39]). وذهب البعض إلى حد الاعتقاد بأن ما یسعى إلیه المحافظون الجدد لیس فقط إحداث عملیة تحویل سیاسی فی دول الشرق الأوسط المسلمة، وإنما اللعبة النهائیة التی یسعون لها هی " عملیة إصلاح وتحدیث داخلی وشامل للإسلام ". ویحدد عضو الکونجرس " رون بول Ron Paul " فی خطاب له للکونجرس فی 10 تموز / یولیو 2003 أهم خصائص فکر أعضاء حرکة المحافظین الجدد وهی کالآتی :

1ـ یتفقون مع " لیون تروتسکی Leon Trotsky"([40]) على أن الثورة دائمة، وقد تستخدم فیها القوة أو الوسائل الفکریة.

2ـ یطالبون بإعادة خارطة الشرق الأوسط، وهم على استعداد لاستخدام القوة لتحقیق ذلک.

3ـ یؤمنون بالحرب الوقائیة لتحقیق النتائج المطلوبة.

4ـ یؤمنون بأن الکذب أمر ضروری لکی تحیا الدولة.

5ـ یرون أن الحقائق المهمة حول کیفیة إدارة المجتمع لا بد أن تظل بید النخبة الحاکمة , وإخفاؤها عن أولئک الذین لیس لدیهم الشجاعة للتعامل معها.

6ـ یعتقدون بأن الحیادیة فی شؤون السیاسة الخارجیة هو غیر مطلوب.

7ـ یؤمنون بأن الإمبریالیة إذا کانت تقدمیة بطبیعتها فهی أمر جید.

8ـ استخدام القوة الأمریکیة لفرض المثل والقیم الأمریکیة هو أمر مقبول، وأن القوة لا یجب أن تکون قاصرة على الدفاع عن أمن البلاد فقط.

9. یساندون إسرائیل بشکل غیر مشروط ولدیهم تحالف وثیق مع حزب اللیکود([41])([42]).

 

المحور الثانی ـ المحافظون الجدد والإسلام بعد أحداث 11 أیلول 2001  

      لقد اعتمدت الولایات المتحدة الأمریکیة فی حملتها الموجهة ضد العالم الإسلامی على رکائز منها وزنها الدولی ونفوذها فی العالم الإسلامی، وخاصة بعد حرب الخلیج الثانیة 1991، وما تمخضت عنه من ترسیخ نفوذ الولایات المتحدة الأمریکیة فی المنطقة العربیة بأسرها. وبفضل هذا الوزن وهذا النفوذ صارت الدول القائمة فی العالم الإسلامی أکثر استجابة للضغوط الأمریکیة، فی تنفیذ مخططاتها تجاه الإسلام ([43]).

    وعندما وصل المحافظون الجدد إلى السلطة مع الرئیس جورج بوش کانت أفکارهم جاهزة ومکتملة ولا یلزمها إلا التنفیذ. ولکن أفکاراً ثوریة کهذه لا یمکن فرضها على الشعب الأمیرکی الذی یؤمن بالدیمقراطیة والسلام بدون ذریعة مقنعة. فکان على هؤلاء انتظار الفرصة لمباشرة تنفیذ مخطط معد منذ سنوات. والمدهش أن أحد رموز هذا التیار وهو" ویرمزWerms" نشر مقالاً بتاریخ الأول من کانون الثانی 2001 أی قبل ثمانیة أشهر من أحداث 11 أیلول /سبتمبر، وأکد فیه على ضرورة وضع مخطط حرب مشترک بین (إسرائیل) والولایات المتحدة الأمریکیة وانتظار أزمة سیاسیة طارئة لأنه کما قال حرفیاً: (الأزمات هی الفرص التی ننتظرها لإطلاق مخططاتنا) ([44]).

      جاءت أحداث 11 أیلول /سبتمبر 2001 التی کانت الحرکة الصهیونیة العالمیة على علم بها بالاتفاق مع بعض أذرعها فی البیت الأبیض والبنتاغون والمخابرات الأمریکیة والمباحث الفدرالیة وغیرها. لتقلب الأمور رأساً على عقب، وتنفذ نظریة صموئیل هنتنجتون وتحییها من جدید وتضع العالم کله على أول خطى تنفیذ المخطط الصهیونی القدیم من جدید بأسلوب ووسائل مختلفة تماماً وإن کانت متشابهة إلى حد ما مع ما کان یجری تدبیره فی الماضی، فالأسلوب الصهیونی لتنفیذ مخططاتهم ومشاریعهم کان فی الغالب یتم بتدبیر حادث ما یدفع زعماء وقوى معینة لاتخاذ إجراءات وسیاسات تؤید تداعیاتها إلى تنفیذ مخططهم کاملاً، ولیراجع فی ذلک کتاب ولیام کار William Carr) ([45])" أحجار على رقعة الشطرنج "، فهو أفضل مرجع فی هذا المجال ([46]).

      ویرى صموئیل هنتنغتون " أحد أقطاب الثقافة الأمریکیة " بعد الحادی عشر من سبتمبر " أن السنوات الأولى من القرن الواحد والعشرین سیشهد صراعاً بین شعوب الحضارات غیر الغربیة والحضارة الغربیة " ([47]). وهو یعرف نحو سبع حضارات (الغربیة، الصینة، الاسلامیة، ، الهندوسیة، السلافیة، الأرثوذکسیة، الامریکیة اللاتینیة والقارة الافریقیة محتملة) ولکنه یرى ان الانقسام السائد الذی یشکل النظام العالمی یمر بین الغرب والاسلام او اسیا ویعد الاسلام خطراً بسبب النمو السکانی وما یعده "النزوع الاسلامی نحو العنف" ([48]) أذ نشر مقالاً له بالعدد السنوی لمجلة "نیوزویک " الأمریکیة بعنوان "عصر حروب المسلمین ". وخلص فی مقاله إلى أن الإسلام والعرب هم مصدر الخطورة على العالم، وأن بذرة الإرهاب تنمو فی رحم الإسلام وفی بیئته العربیة، وأن العالم کله یجب أن یقف خلف أمریکا للتصدی لهم ([49]).

    کما یرى العدید من الباحثین والخبراء أن جزءاً کبیراً من النجاح المرحلی الذی سجله المحافظون الجدد، فی الاعوام القلیلة الماضیة، یعود إلى أحداث الحادی عشر من سبتمبر وتغیراتها على السیاسة الأمریکیة والعالم. فالمثقفون الذین اعتادوا قیادة معارک الأفکار وجدوا فرصة مناسبة لوضع نظریاتهم موضع التطبیق ([50]). ولقد أصدر المعهد الملکی للشؤون الدولیة فی لندن، وهو معهد له وزنه واحترامه فی بریطانیا بعنوان " أوروبا والغرب " للمؤلف " دیفید مکدول David McDouall " الذی ذکر أن وسائل الإعلام الغربیة کان لها دور کبیر فی إحداث تأثیر نفسی فی توجیه الأذهان نحو فکرة " العدو المسلم " ورسم صورة للإسلام وکأنه یخیم بظلال تهدیده فوق الغرب ([51]).

     وتصاعدت دعوات من کبار رجال الجماعات الأصولیة المسیحیة مثل الأغلبیة الأخلاقیة التی تسمی الإسلام دین العنف والإرهاب، وینشر نصوصاً من القرآن الکریم خاصة من سورة (التوبة) التی کانت إبراءً لذمة المسلمین من الذین حاربوهم وضایقوهم، فأخذوها دلیلاً على أن الإسلام یدعوا إلى قتل غیر المسلمین فی کل الأزمان والأمکنة ([52]).

     ولقد کان الترکیز على العالم الإسلامی من الدول الغربیة له جذوره العقائدیة والتی یبنی علیها المحافظون الجدد منطلقاتهم الجدیدة التی تتناسب وعالم ما بعد 11 من أیلول. وذلک ضمن أهداف إستراتیجیة وأسباب عقائدیة وسیاسیة، من بینها الحفاظ على بقاء إسرائیل، ووجودها کقوة مهیمنة ضمن المجال الحیوی للمنطقة العربیة الإسلامیة برمتها ([53])

     فالإسلام هو العنصر الاکثر حساسیة فی هذه الاستراتیجیة فهو اکبر قوة مقاومة للهیمنة السیاسیة والثقافیة الغربیة الذی کان ولا یزال وسوف یبقى المرتکز الاول والاعمق لتفوق العرب الحضاری وتماسکهم الذاتی وتوحید منطقتهم روحیاً وثقافیا وتحویلهم بالتالی الى تکتل حضاری واسع والى فاعل تاریخی لذا فإن الجانب الذی یترکز فیه العداء للعرب کاعنف ما یکون هو الهجوم على الاسلام بوصفه ردیف العرب التاریخی ومرتکز هویتهم جمیعاً ومحاولة تشویه صورته وتنمیة الخجل منه ودعم کل من یتنکر له من اهله ([54]).

     فبعد الهجوم الذی استهدف برجی التجارة العالمیین فی نیویورک أعلن جورج بوش مباشرة أنها "حرب صلیبیة"، ولم تکن زلة لسان ــ مثلما قالوا ــ بل هی استراتیجیة مؤصلة سلفاً، بدأت بالحرب النفسیة ضد العرب والمسلمین، من خلال الحملات ضد الإسلام والعروبة، ثم الحرب الإعلامیة والثقافیة ضد ثقافتهم ومناهجهم التربویة، ثم الحرب العسکریة باحتلال قسمٍ من بلدانهم، ثم بوادر الحرب الدینیة والحضاریة التی یُروجون لها الآن([55]). فضلاً عن ذلک فقد حاول وزیر الدفاع دیک تشینی وفریق عمل من ضمنه " بول وولفوتیز" نائب وزیر الدفاع ان یضعوا الخطوط والاهداف العامة لتکل الاستراتیجیة الامریکیة الجدیدة وقد نشرت جریدة "هیرالد تریبون" بتاریخ 2 ایار 1991 الخطوط العامة لهذه الاستراتیجیة التی ورد فیها "ان امریکا لن تسمح لای قوة فی العالم ان تنافسها على ان تکون هی القوة الوحیدة"([56]).

     یعتقد المحافظون الجدد أن العالم الإسلامی عموماً والشرق الأوسط ([57]) خصوصاً، هما نقطة انطلاق الولایات المتحدة الأمریکیة فی سیاستها لإعادة بناء النظام العالمی الجدید. إذ یربط المحافظون الجدد بین النازیة، والشیوعیة، والحرکات الإسلامیة، وهو ما تجلى فی خطب جورج بوش، حین یربط بشکل تعسفی ومجرد بین هتلر ولینین (1917-1924) وحماس([58]) وحزب الله([59]) وما یصفه بـ " الإسلام الفاشی " فی حزمة واحدة. یرى ایلیوت کوهین E. Cohenأحد أکثر أکادیمیی المحافظین الجدد تأثیراً والذی بدأ نجمه یسطع داخل الإدارة الأمریکیة بعدما عینته وزیرة الخارجیة کوندلیزا رایس Condoleezza Rice ([60]) مستشاراً لها. یرى کوهین أن العالم یعیش الآن حرباً عالمیة رابعة ضد العالم الإسلامی. فضلا عن ذلک فقد کتب کوهین مقالة افتتاحیة فی جریدة وول ستریت جورنال یقول "ان عدو امریکا لیس الارهاب بل هو الاسلام المحارب الذی له ایدیولوجیته" اما بات روبرتسون احد مؤسسی التحالف المسیحی قد ذکر فی مقابلة تلفزیونیة "انها خطوة حکیمة من الرئیس بوش حتى لا ینظر الى هذه المسألة على انها حرب دینیة انها خطوة جیوسیاسیة لکن الاسلام له عداء قوی للیهود انه عنیف حتى النخاع ([61])

      فهم یتهمون دیناً کاملاً بأنه یحرض على العنف ویخلق جواً ثقافیاً یقود إلى الإرهاب، ومن ثم یؤمنون بأن الخطر الأساس الذی یهدد الولایات المتحدة الأمریکیة هو خطر الإرهاب الذی تقوم به جماعات مسلمة بالأساس. یقول ریتشارد بیرل Richard Perle مساعد وزیر الدفاع لشؤون السیاسة الأمنیة :"إن السیاسة الوحیدة الممکنة للغرب وللولایات المتحدة، فی کل حال، هی سیاسة المواجهة طویلة الأمد ومتعددة الأشکال مع العالمین العربی والإسلامی"([62]).

ولو رجعنا الى النظرة الاستراتیجیة التی تبناها هنری کیسنجر وزیر خارجیة الولایات المتحدة الامریکیة (1973-1976) الیهودی الالمانی فی وصف الدب الروسی الذی انکفأ الى داخل غابته فی اواخر عام 1991 قد املت على الولایات المتحدة الامریکیة ان تبحث عن عدو جدید فلکل مرحلة عدواً موصوفاً (حقیقیاً ام مختلقاً) فما بعد العدو الشیوعی هو الارهاب والاسلام([63]). وقد جاء فی الوثیقة الأمریکیة للأمن القومی الاستراتیجی التی أعلنها بالشکل الرسمی الرئیس الأمریکی" جورج بوش " فی أیلول/ سبتمبر 2002، ما یأتی : " سوف لن نسمح بأن تصبح أی دولة أقوى من الدولة الأمریکیة. فنحن الإمبراطوریة المهیمنة، وبحسب مفهوم الإمبراطوریة المهیمنة وتوازن القوى فسوف لن نسمح بأن یسبقنا أحد فی هذا الموضوع ". أذ سبق هذه الوثیقة شعارات مفادها : " عندما تتحرک أمریکا یتغیر العالم ". وقد تحرکت الولایات المتحدة بالفعل بعد هذه الأحداث کمقدمة لتغییر العالم ([64]).

     من التحدیات المثیرة للاهتمام ظهور کتاب "الفرقان الحق" للقسیس " أنیس شوروش " من جدید فی طبعته الثانیة عام 2001 وطبعته الثالثة عام 2002، تحت شعار "لا للقرآن، نعم للفرقان"، ویقول ناشروه : " نرید محو القرآن والإسلام خلال السنوات العشرین القادمة، کمقدمة لحرب المسلمین". وبظهور هذا الکتاب تصاعد الهجوم على الإسلام وتواصل الافتراء علیه، فاستنکرت الحملات الإعلامیة والثقافیة المتتابعة التی تکیل التهم ضد الإسلام، وتشوه مقاصده ومبادئه، وتطعن فی القرآن وتسیء للنبی محمد (صلى الله علیه وسلم) وتشوه سیرته ([65]).

 

المحور الثالث : تأثیر العامل الدینی فی الحرب على العراق 

     إن الاحتلال الأمریکی، قد مارس، شرقنة للشرق، من حیث استعادة إنتاج الصور التی اختزنها خیال الاستشراق القدیم. وکانت الحرب التی شنتها الإدارة الأمریکیة على العراق، فی عناوینها، وأنماطها والقسوة المفرطة التی صاحبتها، قد کشفت بجلاء عن الکیفیة التی تمت بها صیاغة الصور الذهنیة للاستشراق الجدید.

      إن هجمات الحادی عشر من أیلول / سبتمبر 2001، قد أثبتت صدق تنبؤات " هنتنغتون ". وأصبح المستشرق برنارد لویس Bernard Lewis ([66]) نفسه على ما یبدو مرشداً روحیاً للمحافظین الجدد فی واشنطن، الذین تمثل هدفهم فی غزو العراق تحویل هذا البلد إلى أمة أخرى تتبع النموذج الترکی الذی وصفه برنارد لویس بالعلمانیة. ومع بروز الإرهاب الدولی المدفوع ببواعث دینیة، بدا الفهم الساذج لـ " نظریة الصدام " مخططاً هیکلیاً سهلاً یمکن أن یؤسس علیه الزعماء السیاسیون استراتیجیاتهم التصادمیة ([67]).

     هکذا تبنى المحافظون الجدد العقیدة الدینیة المتطرفة التی یتبناها الأصولیون المسیحیون، واتفق الطرفان على خوض الحرب على العراق تحت شعار محاربة الشر. وأصبح المحافظون الجدد یؤمنون بالأفکار الدینیة المتشددة التی تستند إلى مبادئ بعیدة کل البعد عن الحقیقة الدینیة السماویة ([68]). ان هذا المنحى الخطر فی الاستراتیجیة الامریکیة "ربط الاسلام بالارهاب" یعد السبب الرئیس فی اقامة الحواجز الهائلة التی تباعد بین المسلمین والولایات المتحدة الامریکیة فالمسلمون مدرکون ان هدف الحملة الامریکیة وان ادعاء (مکافحة الارهاب) غطاء وان الهدف السیاسی وحده لیس الدافع للاستراتیجیة الامریکیة بل هناک دافع اقوى هو نزعة دینیة لم یجر الافصاح عنها ([69]). من وجهة نظر برنجنسکی ان العناصر الاکثر تحفظاً (المحافظون) فی منظور السیاسیة الامریکیة الاسرائیلیة لاسیما المتعاطفین بشدة مع جناح اللیکود فی منظور السیاسة الاسرائیلیة الامریکیة اسست رؤى تطالب بضرورة فرض نظام جدید شامل من قبل الولایات المتحدة الامریکیة فی الشرق الاوسط کرد فعل على الکفاح ضد الارهاب ومنع انتشار اسلحة الدمار الشامل وکان یعنی اتباع تلک الرؤى تماماً انهاء دکتاتوریة صدام حسین فی العراق بقوة والتمهید لعمل لاحق ضد نظام البعث فی سوریا وحکومة ایران الدینیة وباسم الدیمقراطیة ([70]).

      ومما یؤکد ارتباط الدراسات العربیة الإسلامیة بالأهداف السیاسیة الاحتلالیة (رغم انحسار الاحتلال العسکری) أن الحکومة الأمریکیة موّلت عدداً من المراکز للدراسات العربیة الإسلامیة فی العدید من الجامعات الأمریکیة، وما زالت تمول بعضها إما تمویلاً کاملاً أو تمویلاً جزئیاً وفقا لمدى ارتباط الدراسة بأهداف الحکومة الأمریکیة وسیاستها. کما یستضیف الکونجرس وبخاصة لجنة الشؤون الخارجیة أساتذة الجامعات والباحثین المتخصصین فی الدراسات العربیة الإسلامیة لتقدیم نتائج بحوثهم وإلقاء محاضرات على أعضاء اللجنة، کما ینشر الکونجرس هذه المحاضرات والاستجوابات نشراً محدوداً لفائدة رجال السیاسة الأمریکیین ([71]).

     بعد الحادی عشر من أیلول / سبتمبر2001 انحدر المستشرق برنارد لویس بعمله إلى مستوى التبسیط والدعایة السافرة التی تخدم أغراض صانع القرار الأمریکی فی تحشید الرأی العام ضد الإسلام وتعمیم صور نمطیة تسوغ الحملة التی تقودها أمریکا ضد ما تسمیه الإرهاب الإسلامی.  إن التحشید النفسی الذی قاده أناس من أمثال برنارد لویس لتنبیه العالم الغربی إلى ما یسمیه الخبراء الاستراتیجیون الخطر الإسلامی على الحضارة الغربیة، أعطى نتائج خطیرة على الصعید الجیوسیاسی. ونحن نشهد الآن موجة کاسحة من الکتابات حول الإسلام والمسلمین تعود بنا إلى العصور النمطیة الاستشرافیة الصلیبیة ([72]).

    أخذت کتابات لویس تدفع عجلة الفکر والفعل السیاسی الأمریکی بوجهات معینة تخدم أجندات الجهات التی ینتمی إلیها ویتبنى أهدافها، ولعل مقاله " زمن إسقاط الزعامات " أقبح ما کتب فی مجال التوجیه الفاضح، أذ اندفع بکل قوة أمام صناع القرار السیاسی الأمریکی من أجل تحریضهم على غزو العراق، فهو یشیر إلى الرئیس بوش أن لا یلقی بالا للحدیث عن فوضى واضطرابات ستجتاح العراق والشرق الأوسط فی حال غزو الولایات المتحدة الأمریکیة للعراق، بل أنه تجنى فیقول "أن الشعب العراقی ینتظر من بوش أن یحرره من الطغیان والدکتاتوریة، فالشعب العراقی یحب الرئیس بوش "([73]).

     لقد امتلأت الأسواق الأمریکیة بکتابات عدد من أکثر الکتاب الأمیرکیین تطرفًا فی موقفهم من المسلمین والعرب مثل "دانیال بایبس Daniel Pipes" مؤلف کتاب "الإسلام المسلح یصل أمریکا"، الصادر عام 2003، و"ستیفن إمرسون Steve Emerson " مؤلف کتاب "جهاد أمیرکی... الإرهابیون الذین یعیشون وسطنا"، الصادر فی العام نفسه. فقد روج هؤلاء لمعتقد أن المسلمین والعرب المقیمین فی الولایات المتحدة الأمریکیة والغرب هم أعداء مقیمون فی الولایات المتحدة، یتحینون الفرص للانقضاض علیها، ومن ثم یجب مراقبتهم والتضییق علیهم وتهمیش منظماتهم ([74]). کما دأبت العدید من المؤسسات الامریکیة ومنها مؤسسة (CSIS) باصدار الکثیر من الاعمال والمؤلفات عن الاسلام والغرب والاسلام فی الولایات المتحدة الامریکیة وبدأ الاسلام وکأنه فی قفص الاتهام ([75]).

     أثبتت الأیام أن ما حاول الرئیس الأمریکی جورج بوش أن یعتذر عنه- وذلک حین قرر أکثر من مرة ومنذ اللحظة الأولى من تولیه الرئاسة بل وبعد ترشحه لها من قِبل الشعب الأمریکی للمرة الثانیة، وصف فی 16 أیلول 2001 بأنه سیجعل عنوان حربه القادمة على العالم الإسلامی بـ (الحرب الصلیبیة الثالثة)، کما أنه یزعم بإعلانه هذه الحرب، إنما یدافع عن الحضارة الغربیة ([76]).

     أن إذاعة الفاتیکان التی تذیع بـ (39) لغة والناطقة باسم أکبر المراجع النصرانیة فی العالم، قد صادق مدیرها " باسکوالى بور جومیو Port O' Gomez" على أن لغة الإدارة الأمریکیة ومواقفها، إنما هی " صلیبیة ". فصرح فی 28 شباط 2003، إبان الهجمة الأمریکیة الغربیة على العراق فقال : " إنه فی الوقت الذی یدعو الفاتیکان إلى التعقل، ویشجع العمل الدبلوماسی، ویدافع عن القانون الدولی، نرى فی الجانب الآخر قوة عظمى تقودها إدارة خولت الى نفسها مهمة إنقاذیة " مقدسة " واتخذت لهجة ومواقف صلیبیة " ([77]).

     ولقد صدق على موقف الفاتیکان هذا، وأکده الأنبا " یوحنا قلته " نائب البطرک الکاثولیکی فی مصر، فقال : " إن بوش یستخدم المسیح درعاً، والصلیبیة ثوباً للدفاع عن مصالح أمریکا المادیة. . وأنه کان یقصد تماماً معنى عبارة " الحملة الصلیبیة "، ولم تکن أبداً زلة لسان ". وإبان هذه " الحملة الصلیبیة " انهالت على الإسلام سیول من افتراءات ثقافة العنصریة والکراهیة السوداء ([78]). وفضلاً عن ذلک فقد صرح " تیم لاهای Tim Lahaye أحد أبرز الإنجیلیین المقربین من الرئیس بوش، والذی عرف بنشاطه التنصیری کرجل دین إلى جانب نشاطه السیاسی " بأن غزو العراق یشکل نقطة محوریة فی أحداث نهایة العالم. ویعتقد لاهای أن العراق سیلعب دوراً هاماً فی معرکة " هرمجیدون " ([79])، وأن العراق سیکون الدولة العربیة الوحیدة التی لن تدخل فی حرب مع (إسرائیل) " ([80]).

    إن خطة العدوان على العراق هی خطة (إسرائیلیة) وضعها الصهیونی الأمریکی " ریتشارد بیرل " الذی یترأس مجلس السیاسات الدفاعیة بالبنتاغون ویعمل مستشاراً لوزیر الدفاع " دونالد رامسفیلد Donald Rumsfeld". لقد أعد هذه الخطة بمشارکة عناصر هامة من اللوبی الیهودی الصهیونی وجرى إقناع الرئیس بوش بتبنیها. ونشرت مجلة " النیوزویک Newsweek" فی عددها العاشر من آذار/ مارس 2003 " إن أنصار بوش من الإنجیلیین یأملون أن تکون الحرب القادمة على العراق فاتحة لنشر المسیحیة فی بغداد ". وهذا المقال یکشف أن مجموعة الهوس الدینی داخل البیت الأبیض قررت أن تشن حرباً دینیة مرتبطة بمخطط استراتیجی هدفه القضاء على الأمة الإسلامیة وعقیدتها والسیطرة على کل مناحی الحیاة على أرضها ([81]).

     إن الدلیل على هذا المخطط، ما قاله القس فرانکلین جراهام بصعق المسلمین وإدارة بوش بمحاولة تهمیش الإسلام معلناً : " إن إله الإسلام لیس هو نفس إلهنا. إنه لیس ابن الله کما فی العقیدة المسیحیة أو العقیدة الیهودیة ـ المسیحیة. إنه إله مختلف، وأومن بأن الإسلام عقیدة شدیدة الشیطانیة وشریرة ". وبعد ذلک قال فی قناة " إن بی سی " : " الذین هاجموا المبنیین لم یکونوا إصلاحیین. إنها کانت هجمة على هذا البلد من أشخاص من العقیدة الإسلامیة ([82]). فضلا عن ذلک فان هناک ارتباطاً وثیقاً بین المحافظین الجدد والیمین الاسرائیلی وهذا ما اکده باتریک بوکانن مرشح الرئاسة الامریکیة وهو من الیمین التقلیدی عندما عارض الحرب على العراق وقال: "ان تخدم مصالح اسرائیل اولاً واخیراً" ([83]).

     أما ما یتعلق بحربه الصلیبیة، قال جراهام لشبکة " بلیفت نت " : " نحن مدرکون أننا فی دولة عربیة وأنه لا یمکننا أن نخرج على الملأ ونبدأ فی الخطابة التبشیریة ". وبعد قلیل أضاف قائلاً : " أعتقد أنه بینما نقوم بالعمل، سوف یعطینا الله الفرص لنقول للآخرین ونحدثهم عن ابنه. نحن هناک لنبلغهم أننا نحبهم وننقذهم، وبصفتی مسیحیاً فأنا أقوم بذلک بأسم عیسى المسیح (علیه السلام) ([84]).

 وفی أیلول /سبتمبر 2003 أی فی أثناء الانتخابات الفرعیة لشریحة أعضاء حزب العمال البریطانی الذین أیدوا الحرب على العراق ([85]) یصف " تونی بلیر Tony Blair تعدیل قیمة خاصیة الاسم باللغة الأصلیة (P1559) فی ویکی بیانات" رئیس وزراء بریطانیا (1998-2010) هذه الحرب : " بأنها حرب المدنیة والحضارة فی الغرب ضد البرابرة فی الشرق ". ویکرر بوش قوله "بأنها ستکون حرباً طویلة الأمد ضد المسلمین وضد ثوابت دینهم لتخلیص العالم من الإرهاب وممن وصفهم بفاعلی الشر على حد زعمه" - لم یکن زلة لسان وإنما هو بالضبط ما یسعى له ویعیّن من أجل تنفیذه الصقور، فقد قام بعد تولیه الفترة الأولى بحشد 265 ألف جندی أمریکی موجودین فی قواعد خارج البلاد وباستدعاء 50 ألف من جنود الاحتیاط الأمریکیین کما أعلن مساء الخمیس 20 أیلول/ سبتمبر 2001 أمام مجلس الکونجرس (الشیوخ والنواب) أن "بلده فی حالة حرب وأن من لا یقف معنا ویشارک فی الحرب فهو یقف مع الإرهاب"([86]). ردد بوش خطابه وکان خطاباً صیغ بحیث یعزز حلفاءه الذین یتخیلهم فی انحاء العالم مختتماً لیس بالعبارة المعتادة "فلیبارک الله امریکا" فلیبارک الله تحالفنا" فهل کانت هذه حقا محاولة من کاتب خطب لجعل حلفاء بوش السابقین یشعرون بان ثمة حاجة الیهم؟ یبدو ان ذلک الاعلان الذی القی فی اذار 2003 اکد حتمیة الحرب على العراق ودعا فیما دعاه بوش باهمال متلبد الذهن الحرب الصلیبیة ([87]). وتقول وزیرة الخارجیة الأمریکیة " مادلین أولبرایت Madeleine Albright" (1992-1999): " إننا معشر ألأمریکیین أمة ترتفع قامتها فوق جمیع الشعوب، وتمتد رؤیتها أبعد من جمیع الشعوب"([88]).

     عندما شنت الولایات المتحدة الأمریکیة حربها على العراق فی شهر آذار / مارس 2003، کان "جیری فالویل Jerry Falwell"([89]) یدعو فی قداس أیام الآحاد إلى ضرورة تأیید قرار الرئیس بوش لاعتقاده بأن الحرب التی یشنها الرئیس هی حرب مقدسة، وکان یقول: "إننا عندما نشن الحرب على العراق نقوم بذلک لإعادة المسیح إلى الأرض ؛ لتقوم الحرب الأخیرة التی ستخلص العالم من جمیع الکافرین". ویصر فالویل على القول " بأن الإنجیل یدعو إلى الحرب، ویستشهد على قوله هذا بما ورد فی سفر الرؤیا عند وصف الرسول یوحنا للسید المسیح قابضاً على سیفه یصعق الأمم ویحکمها. وتعبیراً عن حقده الشدید على الإسلام، ففی أواخر عام 2002 من خلال برنامجه التلفزیونی "ستون دقیقة" وصف فالویل الرسول الکریم محمداً (صلى الله علیه وسلم): "بأنه إرهابی ورجل عنف ورجل حرب"([90]).

     کما ان التقریر الذی نشرته مجلة "دیر شبیغل Der Spiegel" الأولى فی ألمانیا وإحدى من أهم المجلات الأسبوعیة الأوروبیة والعالمیة کتبه کل من " هانز هوبنج" و " جیرهارد شبرول" لأهمیته، تم وضعه لیکون عنوان الغلاف فی عددها الصادر فی 17 شباط / فبرایر 2003، ویحمل عنواناً " فی مهمة إلهیة حرب جورج بوش الصلیبیة ". بدأها الکاتبان بالتأکید على أن الرئیس بوش لا یرید باجتیاحه بغداد إلا أن یقوم بتنفیذ " تکلیف إلهی " یقوم على أفکار مسیحیة یمینیة متطرفة ([91])، أذ کان یرغب فی الوصول بعقیدته هذه إلى مرتبة " الماشیح "([92]) ذلک المحارب العظیم الذی سیعید ملک الیهود ویهزم أعداءهم ([93]). وعلى ما یبدو فمن النادر أن تجتمع المصالح القومیة المتطرفة، والأصولیة الدینیة الأمریکیة بهذه القوة، کما هی الیوم، إلى الحد الذی أصبح فیه المسیحیون المتحمسون یطالبون علناً بشن " حرب صلیبیة "ضد الإسلام([94]). والسیناتور الدیمقراطی الأمریکی " جوزیف لیبرمان Joseph Lieberman "، مرشح الرئاسة الأمریکیة، اعلن ما یؤکد " صلیبیة " هذه الحملة، فهی کما یقول : " حملة لفرض القیم، ولیس السیاسات فقط "، فیقول أیضاً : " إنه لا حل مع الدول العربیة والإسلامیة إلا أن تفرض علیها أمریکا القیم والنظم والسیاسات التی نراها ضروریة، فالشعارات التی أعلنتها أمریکا عند استقلالها لا تنتهی عند الحدود الأمریکیة، بل تتعداها إلى الدول الأخرى " ([95]).

     لقد وجد الرئیس بوش فی الإدارة الأمریکیة الدعم والمؤازرة على درب " حریة إیجاد الرب " فی أصحاب المال ونفوذ العسکریین ومن خلال العلاقات وتوطیدها برجال الدین نواة الحرکة الإنجیلیة الصاعدة فی الحیاة السیاسیة، وقد أصبحوا الآن یمتلکون قلب الحزب الجمهوری ویجلسون على رأسه، لدرجة أن الکثیر من الأمریکیین وفی العالم أجمع، أصبحوا ینظرون إلى بوش " کرجل أعمته معتقداته ". وکان أبرز من طفا على سطح حیاته بعمق ثقافته الصلیبیة وعدائه للإسلام، رجل یهودی روسی أسمه " ناثان شارانسکی Natan Sharansky" صاحب کتاب " قضیة الدیمقراطیة "، ومن المعروف أن " ناثان " هذا من أشد المتحمسین للقضاء على العرب والمسلمین عامة وفلسطین خاصة. وقد امتزجت أفکار " بوش " بأفکار " ناثان شارانسکی "، ورأى أن من واجبه الاهتمام بهذه " الدیمقراطیة " وإعداد مختلف أدوات الشر لنشرها فی العالم وخاصة العالم الإسلامی ([96]).

     وأخذ الکاتب البریطانی " جیلبرت Gilbert " واصفاً الولایات المتحدة بقوله : " إنها أمة بروح کنسیة وکل رئیس کقس یلقی على المنبر عظات توعدیة. . لکن بعد أنتهاء حرب واحتمال شن أخرى تجلى أمر محوری وهو : " أن الرئیس الحالی " بوش " والرئاسة الحالیة هما الأشد رسوخاً فی الإیمان خلال العصور الحدیثة، وکأن هذه الرئاسة تأسست ودعمت وارشدت بأمانة فی ظل قوة الرب الدنیویة والروحانیة "([97]).

     هذا وقد أعلن الرئیس " جورح بوش " عن البعد الدینی فی حملته هذه على " الأشرار المسلمین " حسب زعمه، عندما خطب فی " أبریلاند " بمدینة " ناشفیل " متوجها إلى رجال الإعلام الدینی " فی الحزام الإنجیلی بالجنوب الأمریکی"، إذ قال : " إنهم المسلمون الأشرار یکرهون حقیقة أن نعبد الرب بالطریقة التی نراها مناسبة ". کما قال أحد المشارکین فی ذلک اللقاء : " لا یسعنى أن أتصور المسیح یدعو حشداً یهتف له إلى الحرب کما سمعت الرئیس یفعل للتو ". وحتى وصف الکاتب البریطانی " جیلبرت " الروح الدینیة والنزعة الصلیبیة فی هذه الحملة الأمریکیة فقال : " إن أمریکا أمة بروح کنسیة !. .وإن الرئیس الحالی والرئاسة الحالیة هما الأشد رسوخاً فی هذا الإیمان خلال العصور الحدیثة " ([98]).

     أعدت مجلة (نیوزویک) الأمریکیة ملفاً فی عددها الصادر فی 10 اذار / مارس /2003، عن الاعتقادات الدینیة التی دفعت الرئیس بوش إلى سلوکه السیاسی والعسکری تجاه العراق، وکیف رکب بوش موجة الأصولیة البروتستانتیة ([99]) الصاعدة، وهو أحد أبنائها لیقود أمریکا فی اتجاه یغلب علیه الحماس الدینی على البصیرة السیاسیة ([100]). ویذکر المعلق السیاسی الأمیرکی نیقولاس کریستوفNicholas Kristof فی مقالة له نشرتها صحیفة هیرالد تریبیون الأمیرکیة فی عددها الصادر 5 مارس /آذار 2003 ما ترجمته حرفیاً، " إن الیمین الدینی الإنجیلی یلعب دوراً مؤثراً فی عملیة اتخاذ القرار السیاسی للرئیس جورج بوش، وإن قرار الرئیس بالحرب على العراق یعکس إلى حدّ بعید مدى هذا التأثیر. وبالتالی فإن للحرب على العراق بُعداً دینیاً واضحاً " ([101]).

     وتضیف مجلة " دیر شبیغل " الألمانیة السابقة الذکر إن " حرکة الإنجیلیین الجدیدة " تکتسح البیت الأبیض وتسیطر علیه تماماً. فالقس " دیفید فروم " الذی یقوم بکتابة الکلمات التی یلقیها الرئیس بوش فی خطبه یقول : " إن بوش یقرأ الإنجیل یومیاً، ویتحدث عن أشیاء جدیدة تعطیه القوة بصورة دائمة. ویؤکد بوش ذلک قائلاً : " إننی أصلی لأحصل على القوة والإرشاد والغفران. وأرجو من الله الودود الکریم أن یقبل شکری له ". وتضیف المجلة : " أنه کلما اقتربت حرب العراق، ازداد الرئیس فی الحدیث عن معتقداته وقیمه. لذا فإن تقواه الدینیة لها تأثیر کبیر فی تعامله مع هذه القضیة، وعلى الرغم من أنه یعرف أن الولایات المتحدة الأمریکیة فی أزمة وطنیة، إلا أن الرئیس یقدم نفسه کواعظ بل ویتحدث عن أسس سیاسته بطریقة اقرب إلى نبرة القساوسة. فبوش یقول : " إننی مقتنع بأن الله وضعنی فی منصبی فی هذه اللحظة التاریخیة، وأرجو أن أکون قبل الجمیع قویاً بما یکفی لتحمل هذه المهمة المقدسة " ([102]).

      ظهرت مؤخراً دراسات عدیدة من مستشرقین وکتاب وصحفیین أمریکان کلها تؤید وتؤکد أن هدف الحرب الحالیة التی تقودها أمریکا هو القضاء على الإسلام بتشویه صورته، وإذابة المسلمین وتغییبهم عن جوهر قضیتهم وترکیعهم واحتلال أرضهم وتنصیرهم وتصییرهم إلى أمة علمانیة تنحی الإسلام جانباً وتدین بما یدین به غیرها، وقد وجدوا ضالتهم فی العراق حاضرة الخلافة العباسیة لتنفیذ مخططاتهم، کما وجدوها فی تلک الأیام العجاف فی تخلى حکام المسلمین عن ثوابت دینهم ومبادئ عقیدتهم وأحکام شریعتهم إرضاء الولایات المتحدة الأمریکیة والغرب تحت مسمیات تجدید الخطاب الدینی والإصلاح السیاسی وبناء شرق أوسط کبیر وتطویر المناهج وحذف کل ما من شأنه أن یؤدی إلى العنف الذی یقصدون به (الجهاد)، أو یدعو إلى العفة والفضیلة بحجة مواکبة متطلبات العصر، فی وقت تقوم فیه حروب هؤلاء المعادین للإنسانیة ولکل القیم النبیلة على أساس دینی ولإکراه الناس للدخول فی النصرانیة، قال تعالى: " وَدَّ کَثِیرٌ مِّنْ أَهْلِ الْکِتَابِ لَوْ یَرُدُّونَکُم مِّن بَعْدِ إِیمَانِکُمْ کُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَیَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ. ." ([103])، ولن نستطرد فی إثبات هذه الحقائق کثیراً، فقط نترک الوقائع والأحداث والدراسات التی قاموا هم بکتابتها هی التی تتکلم وتثبت ما نحن بصدد الحدیث عنه.

    ونذکر من ذلک على سبیل المثال دراسة الباحثة " شیری بنرد " بمؤسسة (راند) بعنوان " الإسلام الدیمقراطی المدنی "، ومجموعة مقالات لـ " دانیال بایبس Daniel Pipes" مدیر مرکز الشرق الأوسط ومعه لفیف من الکتاب یدورون فی فلکه، کما نستشهد لذلک بما حدث عقب الغزو الصلیبی لحاضرة الرافدین. . فقد انکشف الوجه التبشیری القبیح للاحتلال الأمریکی لتلک البلاد فی حادثتین منفصلتین وقعتا فی ادار / مارس 2004.

     هذه الصورة الملفقة المشوهة والتی تمثل العقیدة الدینیة الغربیة الموروثة منذ نهایة القرن الثامن الهجری ضمن عقائد المجتمع الغربی النصرانی. . هی الراسخة الآن فی العقل الغربی المعاصر، والتی تمثل المصدر الرئیس للمستشرقین غیر الحیادیین والمنصرین المتعصبین فی أیامنا، والتی نراها فی مخیلتهم ونسمع بها.. وتلک هی ثقافة الغرب وأمریکا عن الإسلام التی استطاع رؤساء الکنائس ومن ورائهم الصهیونیة العالمیة أن یجعلوا منها رسالة تخدم الإنسانیة وتخدم دینهم وقضایاهم السیاسیة، وهی فی مجملها کما هو متضح صورة لا تمثل الواقع لا من قریب ولا من بعید، وتنم فی ذات الوقت عن حقد دفین واستخفاف بعقول مبتغی الحقیقة ولا تصلح أن تکون منبع ثقافة لمن (کان له قلب أو ألقى السمع وهو شهید) أو لمن کان یبغی التعرف على الإسلام أو الاقتراب منه ([104]).

     وقد اعترف الاستعمار أن أشد ما یخشاه هو الإسلام، لأن القوة التی تکمن فیه هی التی تخیفه. وأعلن "لورانس براون Lawrence Browne"([105]) رأیه الخاص عن الإسلام فقال : " لقد کنا نخوف بشعوب مختلفة، ولکننا بعد الاختبار لم نجد مبرراً لمثل هذا الخوف، لقد کنا نخوف من قبل بالخطر الیهودی، والخطر الأصفر (بالیابان وتزعمها على الصین) وبالخطر البلشفی إلا ان هذا التخویف کله لم یتفق (لم نجده، لم یتحقق) کما تخیلناه إننا وجدنا الیهود أصدقاء لنا، وعلى هذا یکون کل مضطهد لهم عدونا الألد، ثم رأینا أن البلاشفة حلفاء لنا، أما الشعوب الصفراء فإن هناک دولاً دیمقراطیة کبیرة تتکفل بمقاومتها، ولکن الخطر الحقیقی کامن فی نظام الإسلام، وفی قدرته على التوسع والإخضاع، وفی حیویته إنه الجدار الوحید فی وجه الاستعمار الأوروبی " ([106]).

     وعن معرکة المسلمین والحضارة الغربیة یقول ابو الحسن علی الندوی: "إن هناک صراعاً فکریا، بل معرکة فکریة بعبارة أصح فی جمیع الأقطار الإسلامیة فی هذا الوقت نحن نستطیع ان نسمیها صراعاً ومعرکة بین الأفکار والقیم الإسلامیة والأفکار والقیم الغربیة، وهی المعرکة الحامیة الحاسمة الحقیقیة التی یخوضها العالم الإسلامی الیوم... ثم ذکر أن کل الدول الإسلامیة تعانی طغیان الحضارة الغربیة، وان الدول الإسلامیة تصهر فی تؤدة وأناة وإلحاح فی بوتقة الحضارة الغربیة الجارفة " ([107]).

    کما إن نظرة الغرب إلى الإسلام وکذا نظرة نقاده للغرب نفسه، کلاهما ینظر إلى الإسلام وتراثه وحضارته وإلى الشرق الذی یمثله نظرة القرون الوسطى، بحیث ظلت وتظل الصور والنماذج والأنماط قائمة ودائمة فی المخیال الجماعی والاجتماعی معا للإنسان المثقف والمفکر والفیلسوف الغربی. فالأساطیر التی تم تأسیسها منذ " الصدمة الأولى " بین الإسلام والنصرانیة لم یزدها مر السنین والأعوام والعقود والقرون إلا ترسیخاً وتثبیتاً وتدعیماً وتعلیماً ونقلاً وتأکیداً. بل إن وجودها منذ البدایة کان سبباً فی إیجاد مبررات للقیام بما هو أفظع وأشد فتکاً من الحروب الصلیبیة ([108]).

     وتبرز أهداف هذه الحملة على عدة محاور منها :

1- إفقاد الإسلام أهم خصائصه وهی الثبات ؛ ثبات الأحکام الشرعیة وعدم قدرة أحد على تغییرها، وهی التی تمثل العقبة أمام الجهود الغربیة لتحریف الدین.

2- التمکین للحداثة والعلمانیة وإبعاد الدین عن الحیاة.

3- ضمان عدم عودة الإسلام إلى موقع الریادة ؛ لأن الإسلام هو المرشح الوحید فی العصر الحاضر الذی یملک المقومات الرشیدة لقیادة العالم بدیلاً عن الغرب.

4- ضمان أمن الیهود، وتأکید استیلائهم على فلسطین بالکامل، وتحقیق حلمهم فی تکوین دولة إسرائیل الکبرى من النیل إلى الفرات، مع أجزاء من بعض الدول الخلیجیة، کما هو مرسوم على خریطتهم المعلقة على جدار المجلس النیابی (الکنیست).

5- تمکین الجمعیات والمؤسسات التنصیریة من العمل فی بلاد المسلمین بغیر عوائق أو مضایقات ؛ لإخراج الناس من الإسلام دین الحق إلى النصرانیة الدین الدی انحرف إلى الباطل.

6- ضمان استغلال موارد البلاد الإسلامیة، وضمان تدفق البترول والمواد الخام بالسعر الذی تحدده، وبغیر سعر أحیاناً.

7- محاولة فرض هیمنة الثقافة الغربیة وخصوصاً الأمریکیة على بلاد العالم الإسلامی أفضل بکثیر من الهیمنة السیاسیة والعسکریة والاقتصادیة، وذلک لدور الدین الإسلامی فی تکوین ثقافة الشعوب المسلمة تکویناً یصعب اختراقه على مستوى العامة. لذلک فإن محاولات المستشرقین والمستغربین أحدى أهم الوسائل فی زعزعة الثقافة الإسلامیة واستبدالها بالثقافة الغربیة ذات الأبعاد الدینیة الدفینة ([109])، ومهما یکن قادة المحافظین الجدد ومن ورائهم بریطانیا وآلتُهم العسکریة وبقرار یهودی کما جاء على لسان الادیب الیهودی مایکل دورستین اذ قال فی محاضرة حضرها رجال المخابرات الامریکیة دامت لمدة ساعة قبل الحرب ما نصه: "اننا نحن الیهود سنرسل ربع ملیون امریکی الى الشرق الاوسط لخوض الحرب من اجل اسرائیل لیدخلوا عنوة ویدکوا حصونه ویهدموا حضارته ویخربوا ما صنعه انسانه ویستعر القتل.." ([110])

   إننا لا نبالغ إذا قلنا أنه ما من شیء فی الإسلام إلا وتعرض للتجریح من قبل هؤلاء ابتداءً من الله سبحانه وتعالى إلى شخص النبی محمد علیه الصلاة والسلام إلى القرآن الکریم، الذی جرى التشکیک فی مصدره وصیاغته، فضلاً عن التندید بقیمه ومعانیه " خصوصاً الجهاد" وذلک فضلاً عن الهجوم الحاد على الشریعة، وتسفیه تعالیمها ومقاصدها. وإذا کان ذلک حظ الإسلام کدین، فإن حظوظ المسلمین لم یکن أفضل، أذ تعرضوا لحملة شرسة استهدفت اغتیالهم معنویاً، والتی نجحت إلى حد کبیر فی تنفیر الغربیین من الإسلام والمسلمین، الأمر الذی أدى إلى تکرار وقوع حوادث الاعتداء على العالم الإسلامی اجمع.

    إذا فالحرب الامریکیة على العراق انطلقت من الاتجاه المحافظ المتشدد الامریکی وهذا الاتجاه تنبع مواقفه من مدرسة التفکیر العسکری والامن الاستراتیجی وهذه المدرسة تحدد اهمیة کل دولة فی شبکة العلاقات الدولیة من منظور القوة العسکریة واثرها على نطاق الامن القومی العالمی الامریکی کعامل احادی فی تقسیم کافة الموازین الاستراتیجیة والسیاسیة بالشکل الذی یوائم طبیعة الدور الجدید توظیفاً لتلک البیئة النفسیة العصیبة التی خلفتها احداث الحادی عشر من ایلول/ سبتمبر وتلک الاطروحات الفکریة بضرورة الاستعداد للحتمیة التاریخیة حول صدام الحضارات مع الحضارات التی تحمل فی طیاتها مخاطر تهدد مستقبل الحضارة الامریکیة کالحضارة الإسلامیة ([111]).

    واخیراً فان الولایات المتحدة الامریکیة وانطلاقاً من قناعة معظم الامریکیین وخاصة اولئک الذین کانوا ینظرون لسیاستها الخارجیة لا یمکن ان تبقى قویة الى الابد ولا یمکن للعرب والمسلمین ان یبقوا ضعفاء الى الابد، کما یقول برجینسکی اذ یرى ان یلتقی الشعب الامریکی مع الشعوب العربیة والاسلامیة وتزول ما بینهم من کراهیة وان لا یتم تحمیل الشعوب اخطاء حکوماتهم بممارسات لا تلتقی ([112]).

 

 

الخاتمة:

     من خلال هذه الاطلالة البسیطة على موضوع یمکن عده من المواضیع التی أخذت الکثیر من الاهتمام ، والمتابعة وحظیت بتفسیرات مختلفة وباختلاف وجهات النظر تجاهها لابد من الوقوف عند بعض الحقائق التی خرج بها هذا البحث وهی :

1- عرفت الولایات المتحدة الأمریکیة فی الربع الأخیر من القرن العشرین مجموعة من التیارات والقوى أبرزها تیار المحافظین الجدد استطاعت التحکم بالسیاسة الخارجیة الأمریکیة .

2-  ارتکزت المؤسسة السیاسیة الأمریکیة فی عملها السیاسی على دعامة قویة توزعت على مجموعة من الشخصیات کتاب محترفین ومفکرین استراتیجیین ومحاربین قدامى، فضلاً عن جمهور من المثقفین الأکثر تطرفاً فی طروحاتهم الفکریة والثقافیة .

3- شکلت فترة تولی رونالد ریغان 1981-1988 قیادة الولایات المتحدة الأمریکیة البروز الحقیقی لملامح توجهات المحافظین الجدد ، ومنها اللجوء إلى استخدام القوة المسلحة لتحقیق الأهداف والغایات الکبرى العقائدیة والسیاسیة والاقتصادیة .

4- ینسحب ما ذکرناه فی اعلاه على ایمان المحافظین الجدد بقدرتهم على التدخل العسکری لإعادة تشکیل الدول ومنها العراق وجعله انموذجاً لقدرة الولایات المتحدة الأمریکیة على التدخل وتقدیم العون للأصدقاء (اسرائیل انموذجاً) .

5- شکل الإسلام العنصر الأکثر حساسیة فی الاستراتیجیة الأمریکیة بعد احداث الحادی عشر من أیلول /سبتمبر 2001 فهو القوة المقاومة للهیمنة السیاسیة والثقافیة الغربیة وهو المرتکز الأول لتفوق العرب الحضاری .

6- یؤمن المحافظون الجدد  أن العالم الإسلامی عموماً والشرق الأوسط خصوصاً هما نقطة انطلاق الولایات المتحدة الأمریکیة لإعادة تشکیل النظام العالمی الجدید . انطلاقاً من عملیة الربط التی یؤکد علیها أولئک المحافظون بین النازیة والشیوعیة والحرکات الإسلامیة .

7- کان من نتائج تبنی المحافظین الجدد العقیدة الدینیة المتطرفة هو ربط الإسلام بالإرهاب والتالی تبنت قرار الحرب على دول العالم الإسلامی ومنها العراق .

8- کان العراق هو المیدان المناسب الذی وجد فیه المحافظون الجدد ضالتهم لتأکید هدف الحرب الأکبر بالقضاء على الإسلام من خلال تشویه صورته وتدمیر وأذابه المسلمین ولا نستطرد فی اثبات ذلک کثیراً لأن الأحداث والدراسات والابحاث التی انتجتها افلامهم اثبتت صحة ما نتحدث عنه فی هذا الموضوع .

9- أخیراً فأن الحرب الأمریکیة على العراق شکل الاتجاه المحافظ المتشدد الأمریکی قاعدة انطلاقها ذلک الاتجاه الذی تشربت مواقفه من مدرسة التفکیر العسکری والأمن الاستراتیجی وهی مدرسة حددت أهمیة کل دولة فی شبکة العلاقات الدولیة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الهوامش والمصادر



([1]) على عبد العال، المحافظون الجدد منظرون لخراب العالم، اللجنة العربیة لحقوق الإنسان، مستل من شبکة الاتصالات الدولیة (الانترنت) ، الموقع :

 International NGO in special Consultative Status with the Economic and Social Council of the United Nations

 ([2])باسم علی خریسان، المحافظون الجدد قراءة فی المرجعیة الفلسفیة والطروحات السیاسیة، مجلة مدارک، مرکز للدراسات والبحوث، لدراسة آلیات الرقی الفکری، (بغداد)، العدد 7، السنة الثانیة، (بغداد، 2016)، ص15.    

([3]) هو جورج دابلیو بوش، ولد لأبوین متدینین عام 1946، وانتقل به أبواه وهو صبی إلى ولایة تکساس التی أصبحت موطنه ومکان صعود نجمه السیاسی، لکن بوش الشاب لم یسر فی البدایة على خطى أبویه المتدینین، بل کان مدمناً على الخمر حتى سبب أکثر من إزعاج لزوجته (لورا) وقد کانت لورا صاحبة الفضل فی إقناعه بالکف عن الشراب، والأخذ بیده إلى الکنیسة التی اعتادت الذهاب إلیها. لکن الرجل الذی أثر فی حیاته الدینیة ونقله نقلة جذریة من حیاة الإدمان الى حیاة الأصولیة المسیحیة، هو القس (بیلی غراهام) ، وقد أثنى بوش على بیلی غراهام مرة فقال : " انه الرجل الذی قادنی إلى الرب ". وبیلی غراهام – لمن لا یعرفه – هو أبرز وجوه الیمین المسیحی الصهیونی فی الولایات المتحدة الأمریکیة. وکان أبنه (فرانکلین) هو الذی قدم الصلوات فی تدشین رئاسة بوش. وقد ذکر بوش فی حملة الانتخابات الرئاسیة الماضیة أنه یبدأ حیاته کل یوم بقراءة فی الإنجیل، أو على الأصح فی (الکتاب المقدس) الذی یشمل الانجیل والتوراة العبرانیة. ومن کتبه المفضلة التی یقرؤها یومیاً – طبقاً – لمجلة النیوزویک – کتاب للمستشرق القس (أوزوالد شامبرز) الذی مات فی مصر عام 1917، وهو یعظ الجنود البریطانیین والاسترالیین هناک بالزحف على القدس وانتزاعها من المسلمین. انظر :فائز صالح محمود، الفکر السیاسی المعاصر، ط1، دار العابد (الموصل، 2004) ، ص ص139-140، ولا بد من الاشارة الى ان جورج بوش الابن کان دائما یقول "ان الحرب هی دائما مأساة الا انها تکون احیاناً ضرورة اخلاقیة" فهو تابع للکنیسة الانکلیکانیة التی تتخذ من "الذرائیعة" وهی مذهب یرى ان معیار صدق الاراء والافکار فی قیمة عواقبها العملیة وهو یرى ان الاخلاق لا تنتج عن قراءة التوراة فقط بل عن طریق العقل والتلقی منها لها، وقد قال فی عام 1988 "لقد ولدت من جدید" ای عاش ولادة جدیدة واعتبر المسیح (علیه السلام) نفوسه الشخصی، اعتقد بوش الاب ان الله یخلق غالباً اشیاءً متعذر شرحها لکن بامکانه ان یستجیب لتوسلات بشریة" وکثیراً ما کان یستقبل فی البیت الابیض زعماء دینیین ککردینال بوستن ومبشرین عبر الشاشة کجری فالول وبلی کراهام، اریک لوران، عاصفة الصحراء، اسرار البیت الابیض، ج2، ترجمة منیرة اسمر، ط3، شرکة المطبوعات للتوزیع والنشر، (بیروت، 1991) ص ص49-50.

([4])عبد العال، المصدر السابق.

([5]) أمیمة عبد اللطیف، المحافظون الجدد قراءة فی خرائط الفکر والحرکة، ط1، مکتبة الشروق الدولیة (القاهرة، 2003) ، ص 5.

([6])عبد اللطیف، المصدر نفسه، ص ص5-6؛ هبة رؤوف عزت، المحافظون.. من رؤى المجتمع إلى العولمة والإمبراطوریة، اسلام اون لاین.نت،6/11/2003 ؛ خریسان، المصدر السابق، ص15.

([7]) فضل مصطفى النقیب،الستالینیة الامریکیة، (مجلة وجهات نظر)، (مصر)، العدد 84، کانون الثانی، 2006،ص54.

([8])خریسان، المصدر السابق، ص15.

([9]) الرئیس الثامن والعشرون للولایات المتحدة الأمیرکیة، ولد فی بلدة استونتون بولایة فرجینیا عام 1856م درس القانون بجامعة برنستون وعمل بالمحاماة، ثم انتقل إلى جامعة جون هوبلنز لمواصلة دراسته العلیا فی العلوم السیاسیة، وأصبح رئیساً للجمهوریة عام 1912، وکان قد لفت الأنظار ألیه بنزعته الدیمقراطیة إلى الإصلاح الاجتماعی. حصل على درجة الدکتوراه، واشتغل بالتدریس ثم أصبح رئیساً لجامعة برنستون، ثم حاکماً لولایة نیوجیرسی قبل ان ینتخب. أنظر:

Walter Cnsuelo Langsam, the world since 1914, (New York, 1945), P. 101.

([10])عبد العزیز کامل، المحافظون الجدد والمستقبل الأمریکی، دراسات إستراتیجیة، التقریر الإستراتیجی السنوی لمجلة البیان السعودیة لعام 2004، ص329.

([11]) الرئیس الأربعون للولایات المتحدة الأمریکیة، جمهوری ولد فی تامبیکو فی ولایة الینوی الأمریکیة فی 6 شباط 1911، وتخرج من کلیة ایوریکا بشهادة فی الاقتصاد فی عام 1932، ثم عمل فی إذاعة ریاضیة حتى أصبح مذیعاً فی محطة " دیز مونیز " فی ولایة ایوا عام 1936 ، ثم سافر فی عام 1937 إلى هولیود، وبدأ مهنته فی التمثیل والتی استمر فیها أکثر من (25) عاماً، شارک فی أکثر من (50) فیلماً سینمائیاً. وفی عام 1964 برز على الساحة السیاسیة، عندما ألقى خطاباً تلفزیونیاً حماسیاً یساند فیه مرشح الرئاسة الأمریکیة عن الحزب الجمهوری " باری کولد ووتر "، ومع أن الأخیر خسر الانتخابات إلا أن حملته الانتخابیة أبرزت ریغان على الصعید الجماهیری، لذلک فاز بحکم ولایة کالیفورنیا عام 1966، ثم فاز بولایة ثانیة لها عام 1970، وفی عام 1980 دخل الانتخابات الرئاسیة الأمریکیة کمرشح عن الحزب الجمهوری وفاز للفترة (1981-1985) بنسبة (51%) ضد (41%) لمنافسة الرئیس جیمی کارتر، ثم أعید انتخابه لفترة رئاسیة ثانیة (1985-1989). وکان وهو فی سن الثالثة والسبعین من أکبر الرؤساء سناً فی البلاد. أنظر : هیدریک سمث وآخرون، ریغان الرجل الرئیس، الدار العربیة للموسوعات، ط1، (بیروت، 1982) ، ص ص185-186 ؛ سلیمان عبد النبی، قراءة فی بنیة الولایات المتحدة الأمریکیة، ط1، دار الرؤیة، (دمشق، 2008) ، ص69 ؛ فائز صالح محمود، اشکالیة الخوف من الإسلام، ط1، دار النهج، (حلب، 2009) ، ص157.

([12])برنامج عسکری، کان الهدف منه إحباط أی هجوم قد تتعرض له الولایات المتحدة الأمریکیة أو إحدى حلیفاتها بالصواریخ البالستیة، وجاء هذا البرنامج ضمن خطة کاملة وضعها ریغان لإجهاد الاتحاد السوفیتی فی سباق التسلح، أدت بالفعل إلى إضعافه ثم تفککه. أنظر : عبد العزیز کامل، المحافظون الجدد والمستقبل الأمریکی، دراسات إستراتیجیة " التقریر الإستراتیجی السنوی لمجلة البیان السعودیة، 2004، ص330.

([13]) خریسان، المصدر السابق، ص22.

([14])عبد العال، المصدر السابق، والمتتبع لاحداث رئاسة ریغان والتطوح الیمینی الذی رکب موجته الى السلطة مرتین متتالیتین لا یمکن ان تفوته ملاحظة النبرة الدینیة القویة للظاهرة الریغانیة الامریکیون سوف یسیرون طوالاً ورافعی الرؤوس ثانیة وسوف یصبحون اصولیین یتمسکون بحرفیة العقیدة ومن وجهة نظرهم یصبحون هم ایضاً "مقاتلین فی سبیل الله" وفی غمار ذلک النوع من الغوغاء الخطوة التی تحول الدین الى سلاح سیاسی تستشری الافات وتتکاثر الفیروسات الممیتة ویتدروش افراد القطیع ویثرى ثراء فاحشاً من یسوطونهم بذلک السوط الممیت وبفضل ذلک تحولت لعبة الدین فی الولایات المتحدة الامریکیة الى نشاط من انشطة الاعمال الکبرى، للتفاصیل انظر، شفیق مقار، "من الذی ینخر اسس الدیمقراطیة فی امریکا؟" مجلة الدستور (لندن) العدد (483) السنة السابعة عشر، الاثنین 1 حزیران یونیو 1987، ص ص24-27.

([15]) منظمة حلف شمال الأطلسی (North Atlantic Treaty Organisation‏) اختصارا "الناتو" (NATO‏) هی منظمة تأسست عام1949بناءا على معاهدة شمال الأطلسی والتی تم التوقیع علیها فی واشنطن فی 4نیسان 1949. یوجد مقر قیادة الحلف فی بروکسل عاصمة بلجیکا وللحلفلغتان رسمیتان هما الإنجلیزیة والفرنسیة، والدور الرئیس لهذا الحلف هوحراسة حریة الدول الأعضاء وحمایتها من خلال القوة العسکریة ویلعب دوره منخلال الأزمات السیاسیة، وکل الدول الأعضاء فیه تساهم فی القوة والمعداتالعسکریة التابع له مما یساهم فی تحقیق تنظیم عسکری لهذا الحلف، ویوجد هناکدول ذات علاقات ممتازة بحلف الناتو إلا أنها لیست جزءا منه بشکل رسمیوتسمى حلیف رئیس لحلف الناتو- لمزید من التفاصیل ینظر : مهدی صالح مرعی الدلیمی، أثر الحرب الکوریة وأزمة الصواریخ الکوبیة على دور الولایات المتحدة الأمریکیة فی حلف الناتو 1949-1963، أطروحة دکتوراه، (غیر منشورة)، معهد التاریخ العربی والتراث العلمی للدراسات العلیا، الجامعة العربیة، بغداد، 2013.

([16])کامل، المصدر السابق، ص330.

([17]) من موالید نیویورک 1943 تخرج من جامعة جون هوبکنز یتمیز بذکاء کبیر فی مسائل الحرب الباردة وکان کثیرا ما یتعرض لانتقاد بدعوة تأثیره على مفهوم الرئیس ریغان بوصفه الاتحاد السوفیتی بعبارة "امبراطوریة الشرق" و"مفهوم "محور الشر" فمفهوم محور الشر الذی اطلقه على ایران والعراق وکوریا الشمالیة وسوریا هو مفهوم اخذه جورج بوش الابن وولفوتیز من ابوین یهودیین له روابط متینة مع الجنرال الاسرائیلی اریل شارون وقد فقد العدید من افراد عائلته على ید المجموعات النازیة فی بولندا. جون کولی، التواطؤ ضد بابل اطماع الولایات المتحدة واسرائیل فی العراق، ترجمة انطوان باسیل، ط4، بیروت، 2007) ص298.

([18]) هو ابن عراب حرکة المحافظین الجدد إیرفنج کریستول. یشغل منصب رئیس مجلس إدارة مشروع القرن الأمریکی، الذی سنتناول ذکره لاحقاً. ومنذ عام 1991 کان ویلیام کریستول یدعو باستمرار إلى إسقاط نظام صدام حسین. وساهم فی نشر کتب ومقالات عدیدة تحت عنوان الحرب على العراق، واستبدادیة صدام والهیمنة الأمریکیة فی إسقاط النظام العراقی. ینظر : موفق صادق العطار، المحافظون الجدد والحلم الإمبراطوری، ط1، الناشر دار الأوائل (دمشق، 2007) ، ص156.

([19]) إیرفنغ کریستول : أمریکی من المحافظین الجدد، عمل مدیر تحریر لمجلة " کونتری " للفترة 1947-1952. وأسس مجلة " انکاونتر " مع ستیفن سیندر، وترأس تحریرها 1953-1958. أسس مجلتی " المصلحة العامة " ثم " المصلحة القومیة الأولى " مع دانیال بیل، والثانیة مع ناثان غلیزر، ویسهم منذ عام 1972 فی صحیفة " وول ستریت جورنال "، وله کتب عدة منها " المحافظة الجدیدة " نشر فی العام 1999. ینظر : الحارثی، المصدر السابق، ص423.

([20])خریسان، المصدر السابق، لابد من الاشارة الى ان هؤلاء المحافظین الجدد فضلا عن دونالد رامسفیلد وابراهام ارمیتاج وکوندالیزارایس قد اطلق علیهم لوبی الموت (The Death Lobby) وان ما یمیز عمل هؤلاء عن ادارة الرئیس السابق بیل کلینتون هو المحافظة على دیمومة دولة الیهود فی اسرائیل، ابراهیم عبد الطالب السامرائی، الوضع السیاسی فی العراق بین 1945-2010، دار امنة للتوزیع والنشر، (عمان، 2013) ص ص339-340.

   ([21])منتصر غازی الصواف ، تأثیر المحافظین الجدد على السیاسة الخارجیة الأمریکیة تجاه سوریا ما بعد أحداث 11 سبتمبر / أیلول 2001-2009 ، رسالة ماجستیر (غیر منشورة) ، کلیة الآداب والعلوم ، جامعة الشرق الأوسط ، 2013 ، ص ص17-36 ؛  لیدیا أبو درغام، تیار "المحافظون الجدد" أسّسه الیهودی لیوشتراوس للإمساک بالإدارة الأمیرکیة وقرارها، منتدى حرکة فتح الانتفاضة، الموقع:

http://fateh83.webgoo.us

(([22]أدولف هتلر هو زعیم ألمانی نازی ولد فی 20 نیسان/ إبریل 1889 بالنمسا، ولقد کان زعیم حزب العمال الألمانی الاشتراکی الوطنی(N.S.D.A.P) والمعروف باسم الحزب النازی، ولقد تقلد هتلر وساما تقدیرا لجهوده فی الحرب العالمیة الأولى مع ألمانیا، وشغل منصب مستشار الدولة بألمانیا منذ عام 1933 وحتى عام 1945. أذ کان له دور کبیر فی أحداث السیاسة فی أوربا، واندلاع الحرب العالمیة الثانیة (1939-1945). انتحر عام 1945 بعد هزیمته فی الحرب. لمزید من التفاصیل عن حیاة وسیاسة هتلر. راجع : إیاد علی الهاشمی، سیاسة بریطانیا تجاه ألمانیا النازیة 1933- 1939، أطروحة دکتوراه (غیر منشورة)، کلیة الآداب، جامعة الموصل، 2004 ، ص ص45-66؛ فرید الفالوجی، موسوعة الحرب العالمیة الثانیة قیادات وزعماء، ط 1، دار الکتاب العربی، (القاهرة، 2006).

([23])اللطیف، المصدر السابق، ص ص19-20.

([24]) سعد سلوم، " المحافظون الجدد وترسیخ بنیة العنف فی العلاقات الدولیة "، مجلة النبأ، العدد 78، اب 2005، ص5.

([25]) أبو درغام، المصدر السابق، ص2.

([26]) هادی قبیسی، السیاسة الخارجیة الأمریکیة بین مدرستین : المحافظیة الجدیدة والواقعیة، ط1، الدار العربیة للعلوم ناشرون (بیروت، 2008) ، ص20.

([27])أول من استخدم کلمة الحرب الباردة برنارد باروخ، وهو سیاسی أمریکی عندما تحدث فی خطبة له فی نیسان 1947 إلى الاوضاع بین الولایات المتحدة الأمریکیة والاتحاد السوفیتی بأنها (حرب باردة)، ثم تلقف هدا المصطلح عدد من الکتاب والصحفیین للتعبیر عن الحالة بین المعسکرین. أنظر : موسى محمد آل طویریش، تاریخ العالم المعاصر 1914-1975، مؤسسة مصر مرتضى للکتاب العراقی، (القاهرة، 2006)، ص150.

([28])سلوم، المصدر السابق. ص3.

([29])المصدر نفسه، ص3.

([30])کامل، المصدر السابق، ص331.

([31]) عبد العال، المصدر السابق، ص4.

([32]) المصدر نفسه، ص5.

([33]) تیم نبلوک، العقوبات والمنبوذون فی الشرق الاوسط، العراق – لیبیا- السودان، ط1، مرکز الدراسات الوحدة العربیة (بیروت، 2001) ص18.

([34]) عبد العال، المصدر السابق، ص3.

([35]) صحیفة الوسط البحرینیة - العدد 1642، 6 مارس/ أیار 2007.

([36]) جیمی کارتر: الرئیس التاسع والثلاثین للولایات المتحدة الأمریکیة. ولد عام 1924م فی ولایة جورجیا، تخرج من الأکادیمیة البحریة وعمل فی السلاح البحری حتى عام 1953م، انتخب عضواً فی مجلس الشیوخ للفترة (1962-1966م)، وأصبح حاکماً لولایة جورجیا فی عام 1970م، وبعد تولیه هذا المنصب دخل فی الانتخابات الرئاسیة للحکومة الأمریکیة، وقد حصل على عدة نقاط لیفوز رئیساً للولایات المتحدة الأمریکیة عام 1977م على أساس برنامجه المناصر لإسرائیل عن الحزب الدیمقراطی ضد جیرالد فورد مرشح الحزب الجمهوری، وتمکن من اجتذاب نسبة من أصوات الیهود نتیجة لموقفه المتطرف فی تأیید إسرائیل. وقد هزم أمام رونالد ریغان عند تحریر الرهائن الأمریکیین المحتجزین فی السفارة الأمریکیة فی طهران عام 1980م. أنظر : عبد الوهاب الکیالی، الموسوعة السیاسیة، المؤسسة العربیة للدراسات والنشر، ط1، ج5 (بیروت، 1979)، ص ص22-23 ؛ أیاد علی الهاشمی، تاریخ العالم الجدید، ط1، دار الفکر ناشرون وموزعون، (عمان، 2013)، ص376.

([37])عبد العال، المصدر السابق، ص6.

([38]) وهی مجموعة الممارسات والمبادئ التی تمیز بها حکم الزعیم السوفیتی جوزیف ستالین والدی کان عضواً فی اللجنة المرکزیة للحزب الشیوعی الروسی، ومن المساهمین فی ثورة تشرین الأول / اکتوبر 1917، وأصبح وزیراً للدفاع (1950-1951)، وتولى حکم الاتحاد السوفیتی (1925-1953). أنظر : عبد الوهاب الکیالی، موسوعة السیاسة، المؤسسة العربیة للدراسات والنشر، ج3، (بیروت، 1994)، ص139. وللتفاصیل عنه أنظر :

Vlam. adum B. the man and hiseva , Beacom press , (Boston , 1973).

([39])عماد خدوری، سراب السلاح النووی العراقی مذکرات وأوهام، ط1، الدار العربیة للعلوم (بیروت، 2005) ، ص17.

([40])هو أبرز منظری الاشتراکیة فی روسیا بعد نجاح الثورة البلشفیة عام 1917، وقد برز دوره بعد وفاة لینین 1924 عندما نشأ صراع حاد على السلطة مع ستالین أد طالب تروتسکی بثورة عالمیة مستمرة، فی حین طالب ستالین بتطبیق الاشتراکیة ونجاحها فی روسیا فقط. وبعد خسارة تروتسکی معرکته مع ستالین نفی إلى خارج البلاد، ثم اغتیل فی المکسیک عام 1940. أنظر : عبد الوهاب عباس القیسی وعبد الجبار عطیوی جاسم وطارق نافع الحمدانی، تاریخ العالم الحدیث 1914-1945، ط1 ـ (بغداد، 1983)، ص116.

(([41]حزب یمینی، أسس عام 1973م من تکتل حزبی " حیروت والأحرار "، ومن حزبین هما المرکز الحر والقائمة الرسمیة مع مجموعة من أصول عمالیة، تنتمی إلى حرکة أرض إسرائیل وکان الهدف من تشکیل حزب اللیکود هو إعطاء الیمین الصهیونی مکانة مرموقة فی البرلمان الإسرائیلی (الکنیست) ، وقد نجح فی ذلک حینما أزاح " حزب العمل " وحل محله عام 1977م، وظل " اللیکود " مسیطراً على قیادة الکنیست حتى عام 1992م، وهو ما یزال مسیطراً علیها، وتکونت قاعدة اللیکود من عناصر متنافرة من الأغنیاء والمیسورین والمحرومین، وتشکل فی إغلبیتها من أبناء الطوائف الشرقیة المتدنیة الدخل والثقافة والمکانة الاجتماعیة. أنظر : عزیز حیدر وآخرون، دلیل إسرائیل العام، ط3، مرکز الدراسات الفلسطینیة، (بیروت، 1997) ، ص ص141-143 ؛ اللهیبی، المصدر السابق، ص151.

([42])اللطیف، المصدر السابق، ص ص20-21.

([43])کتابات حزب التحریر، الحملة الأمریکیة للقضاء على الإسلام، (د. م، 1996) ، ص5.

([44])سلوم، المصدر السابق، ص6، لقد تمثل الجانب المحافظ من ذلک التیار بالیمین الجدید فی المیل الى ضبط المجتمع بمجموعة من القیم التی یشرف علیها علمانیون الا ان صفة الیمین المحافظ تنقلب فجأة الى ثوریة من نوع اقرب إلى الفاشیة والفوضویة معاً فالمحافظون على قیم المجتمع لا یقبلون کل من هو محافظ سیاسیاً بل یتمایزون عن طروحات التیارات المحافظة فی اوربا فهم لا یریدون الدفاع عن نظام الاشیاء بما هو قائم علیه وسائد بل یریدون تغییر العالم لیصبح متماهیا مع نموذج حکم الحیاة الدیمقراطیة فی الولایات المتحدة الامریکیة التی اعلنت فی 20 ایلول 2002 من نص صریح یقول "ان القیم الامریکیة السیاسیة قد بانت فیها کونیاً ولهذا یجب ان تنتقل الى المجتمعات والانظمة السیاسیة" مایکل هیدسون، "سیاسات السلام الامریکی فی العراق والشرق الاوسط"، انظر: احمد یوسف احمد واخرون، احتلال العراق وتداعیاته عربیا واقلیمیاً ودولیا، ط1، مرکز الدراسات الوحدة العربیة (بیروت، 2004) ص88.

([45]) هو باحث أمریکی وأستاذ جامعی اختص بالعلوم (التوراتیة) وبالآثار القدیمة. وقد قضى فترة بالأرض المحتلة ودرس بالجامعة (العبریة) فی القدس. وزار مختلف مناطق الشرق الأوسط. ویجید المؤلف اللغة العربیة واللغة العبریة، وأن ما یکشف عنه المؤلف فی هذا الکتاب سیثیر دهشة واستغراب القارئ. فهو یعلن وبصراحة بأنه شرع فی العمل منذ عام 1911، مستهدفاً الوصول إلى السر الخفی الذی منع الجنس البشری من أن یعیش بسلام وینعم بالخیرات الرغیدة التی منها الله له. والمؤلف لم یستطع النفاذ إلى حقیقة هذا السر حتى عام 1950، حیث عرف أن الحروب والثورات التی تعصف بحیاة الإنسان والفوضى التی تسیطر على عالمه لیست جمیعاً-دونما أی سبب آخر-سوى نتائج مؤامرة شیطانیة مستمرة. لمزید من التفاصیل أنظر : ولیام کارل، احجار على رقعة الشطرنج، ترجمة سعید جزائرلی، دار النفائس، (بیروت، 1970). ولعل أهم ما تعرض له المؤلف إقدامه على تحلیل محتویات الکتاب المقدس ومعالجة قضیة (النبوءات التوراتیة والوعود والمواثیق التی قطعها الرب لبنی إسرائیل). وهنا ظهرت قدرات المؤلف العلمیة فی مجال اختصاصه الأساسی. وأهمیة هذا الکتاب للقراء العرب أنه یزودهم بمزید من المعرفة والإیمان بعدالة قضیتهم (قضیة فلسطین)

([46]) هشام کمال عبد الحمید، 11 سبتمبر صناعة أمریکیة، ط1، دار الکتاب العربی (دمشق، 2006) ، ص59.

([47]) فهد العرابی الحارثی، أمریکا التی تعلمنا الدیمقراطیة والعدل، ط3، أسبار للدراسات والبحوث والإعلام (المملکة العربیة السعودیة، 2007) ، ص113.

([48]) ماری کالدور، الحروب الجدیدة والحروب القدیمة تنظیم العنف فی حقبة الکونیة، ترجمة حسنی زینة، ط1، دراسات عراقیة، (بغداد، 2009) ص255.

([49]) عبد الحمید، المصدر السابق، ص ص59-61؛ المشکلة الکبرى فی وجه هنتغتون هی لیس للعالم الاسلامی دولة محوریة قادرة على حفظ النظام ومثلما ان الولایات المتحدة الامریکیة کانت تحتاج الاتحاد السوفیتی للابقاء على نظام القطبین الذی ساد الاعوام الباردة لذلک یحتاج سیناریو هنتغتون الى عدو مستقر فانعدام وجود دولة اسلامیة محوریة هو اکثر من مجرد مشکلة فی وجه نظریته لانه یحس بهشاشة الاطار النظری کله ولکن لیس هذا الا عملیة جیوسیاسیة کالعادة فأمن الحضارات تؤمنه الدول المحوریة، للتفاصیل انظر:

    Samuel Huntington, the clash of civilizations and Remaking of the world order (New York, 1996).

([50])عبد العال، المصدر السابق، ص6.

([51])خالد الأصور، صورة الإسلام فی الإعلام الغربی، مجلة السیاسة الدولیة (بیروت) ، العدد 147، السنة 38، کانون الثانی / ینایر 2002، ص153.

([52]) حسن إبراهیم ، (تقریر) " الإسلام والغرب فی أعقاب أحداث 11 سبتمبر" نشر على برنامج قناة الجزیرة الفضائیة بعنوان " أولى حروب القرن ".

([53])عبد العال، المصدر السابق، ص7.

([54]) برهان غلیون، "حرب الخلیج والمواجهة الاستراتیجیة فی المنطقة العربیة" فی: احمد صدقی الدجانی واخرون، ازمة الخلیج وتداعیاتها على الوطن العربی، ط1، مرکز الدراسات الوحدة العربیة، (بیروت، 1991) ص19.

([55]) عبد العال، المصدر السابق، ص7.

([56]) خیر الدین حسیب، العراق من الاحتلال الى التحریر، ط1، مرکز دراسات الوحدة العربیة، (بیروت، 2006) ص107.

([57]) الشرق الاوسط مصطلح ظهر للمرة الاولى عام 1902 م حین اطلقه المؤرخ البحری الامریکی الفرد ثایر ماهان (1840-1914) المنطقة الواقعة بین الهند وشبه جزیرة العرب، والخلیج العربی یشکل مرکز هذه المنطقة، ویشمل هذا المصطلح الکیانات السیاسیة الاتیة: ترکیا، الیونان، قبرص، سوریا، لبنان، العراق، ایران، فلسطین، الاردن، مصر، السودان، لیبیا، السعودیة، الکویت، الیمن، عمان، البحرین، قطر، دولة الامارات العربیة المتحدة. أنظر : فوزی خلف شویل، تغلغل النفوذ الامریکی فی ایران 1883-1925، اطروحة دکتوراه (غیر منشورة)،کلیة الآداب، جامعة بغداد،1990،ص ص15-16 ؛ Encycopedia Birtannic , Vol.150 p.p.407-408.

([58]) تأسست فی قطاع غزة عقب الانتفاضة الشاملة الأولى التی اجتاحت المناطق المحتلة فی 14 کانون الأول / دیسمبر 1987 وکانت برئاسة الشیخ أحمد إسماعیل یاسین. أنظر بشار حسن یوسف، الحرکات الإسلامیة المعاصرة فی المشرق العربی، اطروحة دکتوراه (غیر منشورة)، کلیة التربیة، جامعة الموصل، 2000، ص81.

([59]) أعلن عن تأسیسه رسمیاً فی 16 شباط 1985 بمناسبة احیاء الذکرى الأولى لمقتل الشیخ راغب حرب احد قیادیی الحزب وجاء الاعلان على شکل رسالة وجهها الحزب الى من اسماهم بالمستضعفین فی الأرض. أنظر : یوسف، المصدر نفسه، ص71.

([60])معاونة رئیس الجمهوریة لشؤون الامن القومی (مستشارة الأمن القومی حسب التعبیر الدارج). سابقاً رئیسة کرسی وأستاذة جامعیة لمادة العلوم السیاسیة فی جامعة ستانفورد. ومؤخراً کانت وزیرة الخارجیة الأمریکیة: أنظر: تونی بلیر وآخرون، المحافظون الجدد، ترجمة فاضل جتکر، ط1، مکتبة العبیکان (الریاض، 2005)، ص449.

([61]) حسن الحاج علی احمد، "تغییر الثقافة باستخدام السیاسة الولایات المتحدة وتجربة العراق" ص ص 79-80.

([62]) عبد العال، المصدر السابق، ص7، بحسب رئیس مشروع القرن الامریکی ولیم کریستول فی شهادته امام لجنة (الشرق الاوسط وجنوب اسیا) التابعة للجنة العلاقات الخارجیة فی مجلس النواب الامریکی فان: "التعالیم الوهابیة والمدارس الدینیة والمال السعودی شجعت الشباب المسلم من بلدان مختلفة من العالم على الجهاد وکتحریض ضد غیر المسلمین ای اتحاد العقیدة الوهابیة قد اسهم فی خلق الرادیکالیة ومناهضة النمط الامریکی فی اجزاء کبیرة من العالم اکثر من ای عامل اخر ومن ثم ازاحة نظام صدام حسین سیکون خطوة ضخمة لتخفیض النفوذ السعودی" منار محمد الرشوانی "الغزو الامریکی للعراق الدوافع والابعاد" فی محمد الهزاط واخرون، احتلال العراق- الاهداف- النتائج – المستقبل، ط1، مرکز دراسات الوحدة العربیة (بیروت، 2004) ص ص70-71.

([63]) السامرائی، المصدر السابق، ص341. من قراءة تلک الاستراتیجیة ان الولایات المتحدة الامریکیة کانت ترى فی العراق ذراع مهم للسوفیت فی المنطقة العربیة والشرق الاوسط عموماً لذلک کان لابد ان یدخل العراق فی دائرة العقوبات الامریکیة بعد انهیار الاتحاد السوفیتی عام 1991، للتفاصیل عن ذلک الادراک الامریکی انظر:

The Waite H. Assiferd by frank woswer subject to central declassification shadow of kxecutirr order 1/652 Automatically downgraded at two year intervals and declassified on December 31 Wednesday December 17m v475.

([64]) سلیمان عبد النبی، قراءة فی بنیة الولایات المتحدة الأمریکیة، ط1، دار الرؤیة (دمشق، 2008) ، ص37.

([65]) المحسن، المصدر السابق، ص ص108-109.

([66]) ولد برنارد لویس فی بریطانیا عام1916 لعائلة یهودیة "اشکنازیة" وقد حصل على شهادة اللیسانس مع مرتبة الشرف الأولى من جامعة لندن عام 1936، ودبلوم الدراسات السامیة من جامعة باریس عام 1937، والدکتوراه فی التاریخ الإسلامی من جامعة لندن 1939،وقبل حصوله على درجة الدکتوراه بعام واحد، عین مدرساً مساعداً بمدرسة الدراسات الشرقیة والأفریقیة. وحین اندلعت الحرب العالمیة الثانیة (1939-1945م) ترک التعلیم الجامعی، الذی کان قد بدأه لتوه، لیعمل ضابطا فی الاستخبارات العسکریة البریطانیة، ثم عاد بعد انتهاء الحرب إلى منصبه کأستاذ محاضر فی جامعة لندن، ویذهب العدید من معارفه إلى أن صلاته بالمخابرات البریطانیة مازالت مستمرة إلى الآن. فقد ظل مرجعاً هاماً یستشار فی کل ما اتصل بشؤون الشرق الأوسط. له عدد کبیر من البحوث والکتب والمقالات الصحفیة. من أشهر کتبه (العرب فی التاریخ) وقد أعید طبعه سبع مرات. و (ظهور ترکیا الحدیثة) و(استنبول وحضارة الإمبراطوریة العثمانیة) و (الغرب والشرق الأوسط) و (العرق واللون فی الإسلام) و (یهود الإسلام) والحشاشون فرقة ثوریة فی الإسلام وآخر کتبه (اللغة السیاسیة فی الإسلام). عمل لویس فی جامعة لندن مدرساً فی قسم التاریخ- مدرسة الدراسات الشرقیة والأفریقیة- حتى ترأس هذا القسم فی أول أکتوبر 1957م (وظل رئیساً له مدة خمسة عشر عاماً حتى انتقل إلى قسم دراسات الشرق الأدنى بجامعة برنستون بولایة نیوجرسی الأمریکیة عام 1973 م فضلاً عن عضویته الدائمة فی معهد برنستون للدراسات المتقدمة وهو المعهد الذی کان یعمل فیه ألبرت إینشتین صاحب النظریة النسبیة.حصل لویس على الجنسیة الأمریکیة عام 1982م وهو الآن أستاذ متقاعد، ولکنه مازال یحتفظ بمکانته العلمیة فی الجامعة، وقد أصبح عام 1986 مدیراً مشارکاً لمعهد بحوث أننبرج للدراسات الیهودیة ودراسات الشرق الأدنى بمدینة فیلادیلفیا بولایة بنسلفانیا. هذا وأشرف لویس على العشرات من الطلاب العرب والمسلمین وغیرهم. أنظر : سعد خلف، المستشرق الیهودی برنارد لویس: الإسلام یمر بـ "أزمة کبرى"، مستل من شبکة المعلومات الدولیة (الانترنت) ، الموقع : http://www.alarabonline ؛ مازن مبقانی، بحوث فی الاستشراق الأمریکی المعاصر، ط1 (المدینة المنورة، د. ت) ، ص17 ؛ برنارد لویس، أین الخطأ التأثیر الغربی واستجابة المسلمین، ترجمة محمد عنانی، ط1، (القاهرة، 2009) ، ص ص11-12.

([67]) جیکو موللر وفاهر نهولتز، الصراع على الله فی أمریکا، ترجمة معین الإمام، ط1، دار العبیکان (المملکة العربیة السعودیة، 2010) ، ص194.

([68]) العطار، المصدر السابق، ص45.

([69]) زبیغنیو برزجینسکی "مخاطر مستنقعات ما بعد الحرب" تعلیق وترجمة محمود احمد عزت، مجلة الحکمة (بغداد) العدد (36) ایار/ مایو 2004، ص6.

([70]) برزجینسکی، المصدر السابق، ص14.

([71]) مازن صلاح مطبقانی، الاستشراق ومکانته بین المذاهب الفکریة المعاصرة (د.م، د.ت). ، ص7.

([72])المدرس، المصدر السابق، ص199.

([73]) سامی أحمد الزهو، اتجاهات الاستشراق الأمریکی والتاریخ الإسلامی " برنارد لویس أنموذجاً "، أطروحة دکتوراه (غیر منشورة) ، کلیة التربیة، جامعة الموصل، 2010. ، ص161، یقول برناند لویس "المجتمعات السیاسیة الشرق اوسطیة کونها موازیک قومیات واثنیات وادیان لا ترتقی الى مستوى القدرة لاقامة دولة عربیة اسلامیة او دولة عصریة علمانیة فسیبقى تنظیم التعایش فیها یحتاج دائما الى سلطة تدیرها من خارج المنطقة او تطبقها سلطة رادعة من المنطقة وفی کلتا الحالتین تکون الفوضى مدخلاً واستقطابا لهم، سهیلة عبد الانیس، رعد قاسم صالح، "الفوضى البناءة بین الشرق اوسطیة والاتجاهات السیاسة الامریکیة، مجلة بیت الحکمة، بغداد، العدد 45، ص90.

([74]) رانیة عبد الرحمن المدهون، الإسلام فی الغرب بعد 11 سبتمبر، مقال منشور على شبکة الاتصالات الدولیة (الانترنت). الموقع : www.ann.net

([75]) عبد الجبار ناجی "الاسلام والغرب حالة صراع ام حوار وتعایش" مجلة بیت الحکمة (بغداد) العدد 45، کانون الاول دیسمبر، 2007، ص51

 ([76]) محمد بن علی، الغارة على العالم الإسلامی وصدام الحضارات، (د.م، د.ت)، ص31.

(54) محمد عمارة، الإسلام فی عیون غربیة بین افتراء الجهلاء وإنصاف العلماء، ط1، دار الشروق (القاهرة، 2005) ، ص ص47-48.

(55) المصدر نفسه، ص48.

([79]) یرى الواعظ الانجیلی (فولوبل) والتلفزیونی المشهور بأن معرکة (هرمجیدون) حقیقة مرعبة ویزید عن جزء من جیل النهایة ویقول اننی اعتقد ان اولادی سوف یعیشون کامل حیاتهم، وان الله سوف یتخلص من العالم ومن الکون وسیدمر الأرض والسموات والملیارات من البشر ستموت بمحرقة هرمجیدون. أنظر : نعمان عبد الرزاق السامرائی، أمریکا والعراق عشق دائم أم طلاق بائن، ط1، العبیکان للنشر، (الریاض، 2007)، ص52.

 ([80])موفق صادق العطار، المحافظون الجدد والحلم الإمبراطوری، ط1، الناشر دار الأوائل (دمشق، 2007) ، ص ص50-51.

([81]) أحمد أحمد علی السقا، عودة المسیح المنتظر لحرب العراق بین النبوءة والسیاسة، ط1، دار الکتاب العربی (دمشق، 2004) ، ص ص124-125.

([82]) زینب عبد العزیز، حرب صلیبیة بکل المقایسس، ط1، دار الکتاب العربی (دمشق، 2003) ، ص17.

([83]) احمد، المصدر السابق، فی الهزاط واخرون، ص95.

([84]) احمد، المصدر السابق، ص ص17-18.

([85])تایموثی سفج، أوروبا والإسلام : الهلال وصدام الحضارات، دراسات إستراتیجیة، مرکز الدراسات والأبحاث الإستراتیجیة فی القاهرة، 2004، ص12.

([86]) بن محمد بن علی، الغارة على العالم الإسلامی وصدام الحضارات، ص87 ؛ یسری، محمد، التطاول الغربی على الثوابت الإسلامیة، ط1، دار الیسر (القاهرة، 2007)، ص65 ؛ غالب بن علی عواجی، المذاهب الفکریة المعاصرة ودورها فی المجتمعات وموقف المسلم منها، ج1، ط1، المکتبة العصریة الذهبیة (جدة، 2006) ، ص ص285-286.

([87]) جیف سیمونز، "استهداف العراق العقوبات والغارات فی السیاسیة الامریکیة"، ط1، مرکز الدراسات الوحدة العربیة (بیروت، 2003) ص72.

([88])یسری، المصدر السابق، ص66.

([89])یعد من أبرز الإنجیلیین فی الولایات المتحدة الأمریکیة، ومن مجموعة القساوسة القلائل المقربین من الرئیس بوش. ولد عام 1933م فی مدینة لینش بیرغ فی ولایة فرجینیا. أسس فی مدینته کنیسة تحمل اسم طریق توماس المعمدانیة، وبدأ بالفعل ببث برنامج إذاعی، تحول بعد ذلک إلى برنامج تلفزیونی یحمل اسم " ساعة الإنجیل القدیم "، وکذلک أسس فی بدایة عام 1971 جامعة الحریة لتدریس العلوم الدینیة والاجتماعیة. وعندما سمحت السلطات فی نهایة السبعینات بالإجهاض، تحول فالویل إلى العمل السیاسی. لمزید من التفاصیل راجع : العطار، المصدر السابق، ص48.

([90])المصدر نفسه، ص ص49-50. للاطلاع على ابرز اسباب الحرب على العراق انظر:

Raymond Hinne Busch, The American invasion of Iraq causes and consequences spring, 2007.

([91]) السقا، المصدر السابق، ص39.

([92]) وهی التی تعنی فی العبریة " مشح " أی " مسح " بالزیت المقدس، وکان الیهود یمسحون رأس الملک والکاهن بالزیت المقدس قبل تنصیبهما، أنظر : عبد الفتاح عبد الرحمن الجمل، صعود وسقوط الامبراطوریة الأمریکیة، مکتبة جزیرة الورد، (القاهرة، د.ت)، ص69.

([93]) المصدر نفسه، ص69.

([94])السقا، المصدر السابق، ص39.

([95]) عمارة، الإسلام فی عیون. ..، ص ص48-49.

([96]) الجمل، المصدر السابق، ص ص70-71.

([97]) المصدر نفسه، ص69.

([98]) المصدر نفسه، ص ص50-51.

([99]) فهذه العقیدة الأصولیة الإنجیلیة یؤمن بها تسعة من رؤساء أمریکا وعاشرهم الرئیس الأمریکی (جورج بوش) التی تعتبر امتداداً لحرکة الإصلاح الدینی بزعامة مارتن لوثر التی بدأت کاحتجاج على البابا الکاثولیکی ورفضت توسط رجال الکهنوت بینهم وبین الله ودعت الى التطبیق الحرفی للکتاب المقدس وتفسیره دون الرجوع الى رجال الدین، وبسبب ما تعرضت له هذه الطائفة البروتستانتیة من حروب طائفیة بینها وبین الکاثولیک اضطر البروتستانت للهجرة إلى العالم الجدید فتدفقوا على أمریکا بمجرد اکتشافها وصاروا أکثر سکانها وتأسس بذلک المجتمع الأمریکی على أساس بروتستانتی توراتی وتبنی جمیع العقائد التوراتیة والأساطیر المحرفة التی تتحدث عن نبوءات تتعلق بالأرض المقدسة وبالوعد المزعوم الذی بموجبه استحق الیهود الصهاینة استرجاع الأرض الموعودة من الفرات إلى النیل (فهم یعتبرون أرض کنعان کلها موعودة للسامیین) علماً بأن العرب الفلسطینیین من السامیین من بنی إسماعیل علیه السلام. انظر : یسری، التطاول الغربی. ..، ص20 ؛ ولمزید من التفاصیل عن حرکة الإصلاح الدینی البروتستانتی راجع : إیاد علی الهاشمی، تاریخ أوروبا الحدیث، ط1، دار الفکر ناشرون وموزعون، (عمان، 2010) .

([100])محمود، المصدر السابق، ص139.

([101])محمد السماک، البعد الدینی فی السیاسة الخارجیة الأمریکیة، ندوة فی مرکز الإمام الخمینی الثقافی (بیروت، 2003)، ص67.

([102])السقا، المصدر السابق، ص40.

([103]) سورة البقرة (الآیة : 109).

([104]) بن علی، المصدر السابق، ص66.

([105]) لورنس بی براون: دکتور وکاتب أمریکی، تخرج فی جامعة کورنیل، کلیَّة براون الطبّیَّة، وبرنامج Hospital Residency بجامعة جورج واشنطن، جرَّاح عیون، تَخَصص فی ماء وجراحة العین، Refractive، تَقاعد کضابطٍ فی القوات الجویَّة، یُقسّم د. براون وقتَه بین أمریکا، وإنجلترا، والأردن، والمملکة العربیة السعودیَّة، وهو أیضًا کان وزیراً دینیًا مقتَدرًا، لدیه دکتوراه فی اللاَّهوت، وفلسفة الدّین.أعاد د.براون توجیهَ بؤرة ترکیزه نحو الدّراسات الدینیة، والتی أثمرت عن اعتناق الإسلام بوصفه دین الله الحقَّ فی نیسان/ أبریل 1994. وهو مُؤلّف کتابین فی الدین المقارن، بعنوان:«الوصیَّة الأولى والنّهائیة»، و«غودد God’ed»، فضلا عن کتاب الرّوایة الأشهر: «اللَّفیفة الثامنة»، التی حازَتْ على جائزة أفضل روایةٍ فی الولایات المتَّحدة للعام 2007. أنظر : موقعه الرسمی: www.leveltruth.com

([106])بنی عامر، المصدر السابق، ص34، اعلن لورانس بروان اسلامه بعد ذلک عندما کان لا یؤمن بوجود الله عز وجل ولکنه بعد تعرضه لحادثة جعله یؤمن بقدرة الله عز وجل وکونه ای الله هو الخالق الذی خلق کل شی وله القدرة على تسخیر الکون کیفما یشاء. برنامج عقیدة ال البیت، قناة الاحواز الفضائیة، 19 ایلول 2017.

[107])) غالب بن علی عواجی، المذاهب الفکریة المعاصرة ودورها فی المجتمعات وموقف المسلم منها، ج1، ط1، المکتبة العصریة الذهبیة (جدة، 2006) ، ص ص285-286. کثیراً ما حددت الولایات المتحدة الامریکیة احداث تغییر جذری لانهاء حالة الفزع الامریکی والى الابد الذی تولد عن الخوف من الاسلام وهذا ما برر استهداف الاسلام والمسلمین لانهم من وجهة نظرها الاکثر رفضاً للذوبان فی منظومتها الجدیدة، عادل محمد حسین العلیان، العراق فی السیاسة الامریکیة المعاصرة 1980-2003 اطروحة دکتوراه (غیر منشورة) کلیة التربیة جامعة الموصل، 2011، ص313.

([108])عبد الحمید یویو، " الإسلام والغرب : العوائق الإبستیمولوجیة "، ضمن کتاب الإسلام والغرب نحو عالم أفضل، ط1، الناشر الدار العربیة للعلوم – ناشرون (بیروت، 2007) ، ص ص114-115.

([109]) محمد بن شاکر شریف، تجدید الخطاب الدینی بین التأصیل والتحریف، ط1 (الریاض، 2004)، ص ص112-113.

([110]) محمد عوض الهزایمة، قضایا دولیة ترکة قرن مضى وحمولة قرى اتی، ط1، دار الحامد للنشر والتوزیع، (عمان، 2007) ص212.

([111]) عبد الانیس وصالح، المصدر السابق، ص ص104-105.

([112]) من الطریف ان یفرد برجینسکی عبارات کتبها الشاعر الیوغسلافی ایوفاندریک (1892-1975) والحائز على جائزة نوبل عام 1961 یقول فیها: "اتذکر کم صدمت عندما قال بانه هنأ المنتصرین بنصرهم لقد اشفقت علیهم بذلک اشفاقاً بالغ العمق سیقف المغلوب مرة اخرى لیتصدى لانه صاحب حق یقاوم ویعرف ما یقوم به بینما المنتصر یتجافى لیعرف ما یضمره له القدر" برزجینسکی، المصدر السابق، ص19.